"سلة الخير".. مبادرة تكافلية سورية بالقاهرة في زمن الوباء
القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
في الوقت الذي تنشط فيه مبادرات التضامن بين السوريين في القاهرة، لدعم الفئات الأكثر احتياجاً والأكثر تأثراً بالأوضاع الراهنة، في ظل الإجراءات المتخذة لمحاربة فيروس كورونا ومنع انتشاره في مصر، ثمة مجهودات ومبادرات فردية أقدم عليها عديد من السوريين بشكل مستقل لتقديم يد العون لذويهم، ممن ضاق بهم الحال في زمن الوباء، ومنها مبادرة "سلة الخير" بمدينة "السادس من أكتوبر" التي تعرف بكثافة وجود السوريين فيها.
"سلة الخير" التي لاقت استحساناً واسعاً من السكان، وسط مقترحات بتعميمها ومشاركة الجميع بما يُمكنه المشاركة به ولو بأقل القليل، تتلخص فكرتها في وضع سلال فارغة أمام الأفران وبعض محال البقالة والفاكهة والخضروات، مع شراء كمية من المواد الغذائية ووضعها فيها وتركها ليحصل المحتاجون على السلعة التي يريدونها، كشكل من أشكال التكافل بين السوريين في ظل الأزمة.
مجموعة من السلال تطوع بها سوري، رفض الإفصاح عن هويته لوصفه عمله بـ"الخيري في السر"، وقام بوضعها أمام عدد من المحال؛ لإعانة الفقراء من السوريين وغيرهم في ظل تلك الظروف الخانقة التي دفعت بعديد من العاملين إلى الجلوس بالمنزل في ظل الإجراءات الوقائية المتخذة للوقاية من فيروس كورونا.
يقول صاحب المبادرة، وهو سوري مقيم في مدينة السادس من أكتوبر ومنحدر من ريف دمشق: "إنها مبادرة تكافلية بإمكانات بسيطة جداً، وهي عبارة عن سلال بلاستيكية أمام المخابز على سبيل المثال، يتم شراء عدد معين من الأرغفة من المخبز ووضعها في السلة، حتى يتمكن من ليس معه مال للشراء من الحصول عليه مجاناً". فيما يتم الاتفاق مع صاحب المخبز أو المتجر لمراقبة السلال حتى لا تتم سرقتها أو تعرضها لأية مشكلة.
وتابع: "يتم الاتفاق مع صاحب المخبز أو المتجر على أن يكون كل ما في السلة مجاناً للفقراء الذين يترددون على المحل، بعد أن تم سداد ثمنه مسبقاً (..) الفكرة رغم بساطتها إلا أنها محاولة لحث الناس على دعم بعضهم البعض بأي شكل متاح وعلى اختلاف ظروفهم، إذ يمكن أن يتم وضع ما تسمح به الظروف من مواد في تلك السلال، ولو رغيف خبز واحد من كل فرد".
وتنشط مثل هذه المبادرات الفردية عادة، بشكل خاص قبل حلول شهر رمضان. لكن لها حضوراً استثنائياً هذا العام في ظل الأزمة الراهنة التي خلفها انتشار فيروس كورونا.
ولم تكن السلال مخصصة للخبز فقط، بل"ويمكن أن توضع أمام البقاليات وأماكن بيع الخضروات، ويستطيع أي شخص أن يضع فيها ما تسمح به نفسه ولو حبة بطاطا واحدة أو بندورة واحدة، وهكذا، فرب حبة من الخضروات أو غيرها تسبق مئات الأطنان من المساعدات.. شيء قليل يسد رمق فقير ولا يضر باحتياجاتك".
وعلى مدار ما يصل إلى شهر كامل، اتخذت السلطات المصرية قرارات تصاعدية للحد من انتشار فيروس كورونا، من بينها غلق المقاهي وتعليق العمل بالمطاعم في ساعات حظر التجول، فضلاً عن تعليق الدراسة، وغيرها من القرارات التي أدت إلى اضطرار الكثيرين إلى ترك أعمالهم، ما تسبب في أزمة بالنسبة للكثيرين، وبشكل خاص العمالة التي تعتمد على أجر يومي.