باحث أمريكي: عدم جدية إيران حيال كورونا يجعلها بؤرة للفيروس في الشرق الأوسط

واشنطن – هديل عويس – نورث بريس.
 

قال بيهنام بين تاليبو، الباحث الأمريكي- الإيراني في معهد "الدفاع عن الديمقراطية" في واشنطن إن إيران باتت بؤرة انتشار فيروس كورونا في الشرق الأوسط لعدة أسباب في مقدمتها استخفاف النظام الإيراني بجدية خطورة الفيروس في مراحل انتشاره الأولى في البلاد.

 

يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار فرض واشنطن عقوبات اقتصادية كبيرة على طهران.

 

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن أرقام وزارة الصحة الايرانية تقلل من أعداد الإصابات والوفيات الحقيقية حيث يعتقد أن أكثر من ٥٦٠٠ شخص لقوا حتفهم خلال الأسابيع القليلة الماضية.

 

لكن أرقام حكومية رسمية إيرانية تقدر أعداد الوفيات بسبب الوباء  بنحو ١١٣٥ حتى نهاية الأسبوع الماضي.

 

وأوضح بين تاليبو في حديث لنورث برس أن السلطات الإيرانية لم تخصص حتى اليوم ميزانية كافية لمكافحة الوباء بسبب تركيز النظام الإيراني على هدفه في نشر "الثورة الايرانية"، واستمرار نشاطات إيران التوسعية في المنطقة.

 

وقال إن طهران زادت مؤخراً نسب تخصيب اليورانيوم في إطار برنامجها النووي "في ظروف يحتاج فيها الشعب الإيراني لموارد يتم توظيفها في مكافحة الفيروس الذي يقتل الآلاف".

 

وفرضت وزارة الخارجية الأمريكية حزمة جديدة من العقوبات على إيران نهاية الأسبوع الفائت،  وتشمل  الكيانات الأجنبية المتعاملة تجارياً مع إيران في مجال "البتروكيماويات" سواء كان عبر البيع أو الشراء أو تسهيل عمليات النقل.

 

ووفقاً لبيان وزارة الخارجية فإن العقوبات استهدفت شركات في جنوب إفريقيا وشركات مقرها هونغ كونغ الصينية بالإضافة إلى معاقبة إيرانيين يديرون شركات مرتبطة بقطاع البتروكيماويات.

 

وقال بين تاليبو إن العقوبات الأمريكية لا تستهدف القطاع الصحي في إيران بل تهدف إلى "وقف نشاطات إيران التخريبية في المنطقة" وبرنامجها النووي، في حين عرضت الولايات المتحدة مساعدة إيران عبر الوسيط -الحكومة السويسرية- لمد إيران بالمعونات الصحية، على حد قوله.

 

من جانبها حثّت الحكومة البريطانية الولايات المتحدة على تخفيف العقوبات المفروضة على إيران لمساعدتها في مكافحة تفشي فيروس كورونا.

 

كما طالبت السفارة الايرانية في لندن برفع العقوبات محذرة من أن المستشفيات تعاني من ضغوطات متزايدة. بينما تصر الولايات المتحدة على أنها قدمت عرضاً لإيران لمساعدتها عبر منظمة الصحة العالمية "لكن الايرانيين رفضوا أي مساعدة مالم يتم رفع العقوبات".

 

وقال الباحث في المعهد الأمريكي بين تاليبو إن خطر انتشار الوباء في إيران اليوم يؤثر على الشرق الأوسط برمته "فتجارة إيران العميقة مع الصين هي ما نقل الفيروس إلى إيران في المقام الأول، وحتى اليوم تستمر السياحة الدينية وحملات إرسال الأموال والمقاتلين والمساعدات العسكرية من إيران إلى دول عربية ما ينبئ بخطر كبير يحدق بالمنطقة".

 

وزاد "الدول المقربة من إيران تتعرّض للضغوطات كي لا تغلق حدودها ورحلاتها مع إيران، فبعد أن أعلن العراق عن وقف كل الرحلات مع إيران تراجع عن القرار بعد ما بدا ضغط من الحكومة الايرانية على بغداد، كما يعتقد أن عدد من الحالات التي وصلت إلى تركيا انتقلت من إيران".

 

من جانب آخر، وصف طيف من السياسيين في واشنطن العقوبات الأمريكية على إيران في هذه الظروف على أنها عملية قتل جماعي تستهدف النظام الإيراني.

ودعا السيناتور الديموقراطي بيرني ساندرز، والمرشح الديموقراطي للرئاسة إلى رفع كافة العقوبات عن إيران، "كدولة إنسانية لا يجب أن يكون لنا يد في تفشي أزمة انتشار الوباء في إيران وعلينا رفع كل العقوبات فوراً بما في ذلك العقوبات المالية".

 

وفي تغريدة على تويتر قال الكاتب السياسي الأمريكي بين نورتون إن العقوبات على إيران في هذا الوقت "هي أشبه بعملية قتل جماعي حيث يموت الإيرانيون بسبب إصابتهم بكورونا لأن الحكومة لا تستطيع شراء المعدات والأدوية الطبية التي هي في أمس الحاجة إليها".