"كورونا" يُثير سجالاً سياسياً وقانونياً في إسرائيل
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
تحوّلت أزمة "كورونا" في إسرائيل وما صاحَبها من تدابير وإجراءات وقائية ومواجهة للفيروس إلى سجال سياسي.
وإسرائيل موجودة في حالة طوارئ منذ إنشائها في العام 1948، لكنها لا تستخدم جميع ما ينص عليه "قانون الطوارئ". ولكن أحد بنود قانون الطوارئ، يخوّل الحكومة الإسرائيلية بتشريع قوانين أو إلغاء قوانين، أو اتخاذ تدابير بشأن قضايا محددة، للحفاظ على سلامة إسرائيل ومواطنيها حتى /30/ يوما، ولكن للتمديد، وجب على الكنيست المصادقة على ذلك.
واستغل نتنياهو هذا البند، ليقوم على أساسه بتكليف الشاباك (جهاز المخابرات)، باستخدام طريقة الكترونية ورقمية، لتعقب الإسرائيليين المفروض عليهم الحجر الصحي بسبب "كورونا"، وذلك لأول مرة في التاريخ. وقال نتنياهو إن هذا الإجراء سيكون لمدة /30/ يوما فقط، وأن الطريقة الالكترونية تستخدم في "مكافحة الإرهاب"، على حد وصفه.
والواقع أن هذا الأمر اصطدم بتحفظ قطاعات وتحفظات كبيرة في إسرائيل سواء كانت بالسلك القضائي أو السياسي ومررواً بالمعارضة، وفقًا لما يقول الإعلامي المقيم في "أراضي 48" عمر ربيع لـ"نورث برس"، ولكن في النهاية، صادقت حكومة تصريف الأعمال برئاسة نتنياهو على هذا الإجراء.
وأصدر رئيس جهاز "الشاباك" نداف ارغمان، بيانا استثنائيا، قال فيه إن "مجموعة صغيرة جدًا من الشاباك ستعمل لمراقبة مرضى كورونا"، مشيرا إلى أن "المعلومات التي تجمعها هذه المجموعة الصغيرة، ستُرسل فورا الى وزارة الصحة، ولن يتم تخزينه أبدا لدى الشاباك". ويُستدل من بيان ارغمان، أنه شخصيا استجاب لقرار الحكومة، علما أن الشاباك في إسرائيل ليس تابعا للشرطة أو الجيش أو وزارة الأمن الداخلي، بل خاضعاَ لرئاسة الحكومة مباشرة.
ويقول عمر ربيع لـ"نورث برس"، إن من يقف وراء فكرة تدخل الشاباك بمكافحة "كورونا"، هي وزارة الصحة الإسرائيلية؛ لأنها لا تمتلك القدرات التكنولوجية التي بحوزة الشاباك. ويعزز هذا الأمر، ما جاء في "القناة 12" في التلفزيون الإسرائيلي، التي كتبت أن جهاز الموساد يساعد الحكومة الإسرائيلية في جهودها لمكافحة "كورونا"، عبر جلب أجهزة ومعدات طبية من الخارج.
وسبق لنتنياهو أن قال إن مكافحة "كورونا" مُلقى على عاتق "مجلس الأمن القومي" ووزارة الصحة.
من جهتها، ترى أوساط في المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو يخرج بشكل شبه يومي في كل يوم عند الثامنة مساء، كي يعقد مؤتمراً صحفياً للحديث عن "كورونا"، من أجل التهويل وتخويف الشعب الإسرائيلي عبر القول لهم "اغسلوا أيديكم.. إياكم والعطس".. وتتهم المعارضة، نتنياهو بأنه يريد من وراء ذلك أن يشغل الرأي العام الإسرائيلي عن محاكمته والعقدة السياسية المتمثلة بعدم تشكيل حكومة جديدة حتى الآن.
وبالفعل، فقد تسبب "كورونا" بتأجيل محاكمة نتنياهو بشأن ما يواجه من ملفات فساد مرفوعة ضده لمدة شهرين، بعدما كان مقرراً بدؤها هذا الشهر.
هذا، وارتفع عدد مرضى "كورونا" في إسرائيل الى أربعمائة وثلاثة وثلاثين. ووصفت وزارة الصحة الإسرائيلية حالة /6/ منهم بالخطيرة و/12/ بمتوسطة والآخرين بطفيفة، وتعافى /11/ مريضا. وأوعزت وزارة الصحة الإسرائيلية بالدخول إلى الحجر الصحي لمدة /14/ يوما لكل من خالط مصاب بـ"كورونا".