اسطنبول ـ نورث برس
حالة من الشلل التام بدأت تخيم على الأجواء الحياتية اليومية في مدينة إسطنبول التركية منذ يوم أمس الثلاثاء، في ظل انتشار فيروس "كورونا" وإعلان وزارة الصحة التركية تسجيل /47/ حالة إصابة بالفيروس.
ورصدت عدسة "نورث برس" الحركة غير الاعتيادية في الشوارع الرئيسة في إسطنبول وداخل وسائل النقل العامة، بعد أن بدأت تخلو من السكان والسياح الوافدين إليها على حد سواء.
وباتت منطقة "أكسراي"، التي كانت تضج بالحياة، شبه مهجورة من روادها، إذ إنها كانت تعتبر سابقاً نقطة تجمع للسياح العرب والأجانب من مختلف الجنسيات.
ومن يركب في "المترو"، وسيلة النقل الأشهر، يلاحظ أنه أصبح خالياً من الركاب، مقارنة بفترات سابقة قبل بدء انتشار "كورونا" في تركيا.
وكانت وزارة الداخلية التركية قد أعلنت ، الإثنين، عن حزمة من التدابير للتصدي لوباء "كورونا"، من ضمنها إغلاق المقاهي والحدائق وصالات السينما والألعاب والملاهي الليلية وغيرها من المرافق الأخرى، الأمر الذي بدأ يلقي بظلاله على الحياة العامة في إسطنبول.
وعقب إعلان القرار وبدء تطبيقه في اليوم التالي، اشتكى عدد من أصحاب المحال التجارية في المنطقة من الحال التي آلت إليها الأمور بسبب "كورونا".
وقال خليل الشامي، وهو عامل في مطعم لبيع المأكولات الشعبية وسط "أكسراي"، لـ "نورث برس"، إن خلو شوارع المدينة سينعكس على حركة إقبال الزبائن على المطعم الذي يعمل به، "نتخوف من توقف الحركة في الأيام القادمة، ما سيضطرنا للإغلاق ريثما تعود الأمور إلى مجاريها".
ومن أبرز ما بات يلفت الانتباه في إسطنبول، هو أن الحركة وعند تمام الساعة السابعة مساء تبدأ بالتوقف بشكل تدريجي، لتبدو الأيام شبيهة بفترات شهر رمضان، عندما يتوجه المدنيون بسرعة إلى منازلهم قبيل موعد الإفطار.
وقال أبو سعيد الصواف، وهو عامل آخر في مطعم يقدم وجبات الشاورما، إن "نسبة الإقبال على جميع المطاعم باتت أقل من 50%، وكل ذلك بسبب تخوف الناس من كورونا وتفضيلهم البقاء في منازلهم وعدم الخروج".
فيما قال أحمد التونسي، أحد العاملين في سوق "جراند بازار" أهم سوق تجاري في إسطنبول، لـ "نورث برس"، إنه ومنذ ساعات الصباح الأولى وحتى المساء لم يحظَ بأي زبون في المحل الذي يعمل به، "هذه الحال تنطبق على كل المحال التجارية في السوق الكبير، وبالتالي فإن قرار إغلاق السوق يبدو خياراً محتملاً إلى حد كبير بسبب انعدام حركة البيع والشراء".
ويتوقع مراقبون أن تعلن الحكومة التركية "حالة الطوارئ" في البلاد، في ظل مخاوف كبيرة من انتشار الفيروس بشكل واسع، أسوة بالبلدان التي بدأت باتخاذ تدابير صارمة للتصدي لهذا الوباء.