سينما "درويشة" للأفلام القصيرة.. منهج إخراجي يتكيّف مع الإمكانات القليلة

دمشق – أحمد كنعان – نورث برس

 

اطلق تجمع سينما "درويشة" عام 2012 في دمشق كأحد المشاريع الشبابية المدنية لإنتاج الأفلام القصيرة خارج خطة المؤسسة العامة للسينما لدعم الشباب في النشاط السينمائي.
 

وأطلقت المؤسسة العامة للسينما مع بداية الحرب في سوريا وتوقف مهرجان دمشق السينمائي في 2012، مشروعاً بهدف منح دعم للشباب لإنتاج الأفلام القصيرة، فتمخض عنه مهرجان الشباب للأفلام القصيرة وافتتاح دبلوم العلوم السينمائية وفنونها وسط بروز تجمعات شبابية مدنية لإنتاج الأفلام القصيرة.

 

وكان لعدم الاقبال على شباك تذاكر دور السينما السورية سبباً من أسباب توقف الإنتاج السينمائي الخاص في ثمانينيات القرن الماضي، ومن ذلك الوقت لم يعرف الوسط الفني في سوريا إنتاجاً سينمائياً سوى ما تنتجه المؤسسة العامة للسينما وهو فيلم واحد وسطياً كل عام.

 

ويعد مشروع تجمّع سينما "درويشه" واحداً من ثلاثة مشاريع موجودة بدمشق إلى جانب مشروعي "ورشة تبادل الخبرات السينمائية " و"تجمع أفلام الشباب".

 

وقال المخرج قتيبة الخوص، وهو مؤسس المشروع، لـ "نورث برس"، إن سبب تسمية المشروع بسينما درويشة يعود إلى هدفه في " محاكاة السينما كفن أكثر منها كصناعة، والبحث عن منهج إخراجي يتكيّف مع الإمكانات القليلة، وقد حقّقنا هذا المنهج من الناحية النظرية، لكن قلة التجارب لم تتح لنا بلورة وتطوير المنهج".

 

وأضاف أن هذا المنهج يقوم على "وجود الكاميرا الواضح والصريح في الحدث وكذلك التعامل مع رداءة الصوت والصورة وتحويل هذه الرداءة إلى عنصر دلالي في الفيلم، وهذا المنهج مغرٍ جداً للتجربة إلا أن ظروف الحرب لم تتح لنا أن نقوم بتجارب كثيرة".

 

وأنتج سينما "درويشة" منذ تأسيسه أربعة أفلام قصيرة، كان أولها "حب على عجل" إضافة لأفلام "عنهم، بطارية ضعيفة، التعرض العالي للشمس".

 

ومع أن سينما "درويشة" مشروع قائم على التعامل مع الإمكانات القليلة، إلا أن المصاريف التي قدمتها المؤسسة العامة لإنتاج هذا الفيلم وغيره  كانت أقل بكثير، حيث تقدم منحة  ما يقارب /400/ ألف ليرة سورية فقط، على شكل خدمات لوجستية، بحسب مصادر خاصة.
 

وقال المخرج الشاب يوسف حيدر، إن فيلم "التعرض العالي للشمس"، وهو أحد أفلام المشروع، يلمح لأسلوب مبتكر في السينما التجريبية "وكان مميزاً جداً".

 

وتعرف السينما التجريبية على أنها أسلوب فني في صناعة الأفلام يدمج بين الفنون البصرية والسينما التقليدية، حيث لا يتبع قواعد محددة سلفاً ويتميز في كثير من الأحيان برموزه التعبيرية الخاصة وطرق توزيعها.

 

أما المخرج والناقد السينمائي، أنس ظواهري، فقال: "إن السخرية في التعرض العالي للشمس أعطته قوة، والعالم الافتراضي المكون من سطح أحد أبنية مدينة دمشق هو عالم حقيقي نعيشه كل يوم، لكن المهارة العالية كانت في تعامل المخرج مع المساحة الصغيرة الفارغة والاشتغال على الحد الأدنى من الأدوات ـ وهو ما يطمح إليه مشروع سينما درويشه ـ وذهب في تشريح مجتمع الحرب ليصل إلى الشريحة الأوسع التي باتت لا تملك سوى بيع نفسها لتستطيع العيش ولكن بدائرة مغلقة".

 

وكان مشروع دعم سينما الشباب قد أطلق في العام 2012 بعد أن أحدثت مؤسسة السينما في العام نفسه وحدة لدعم السينما الشابة تابعة لمديرية شؤون الإنتاج السينمائي، مهمتها دعم مواهب الإخراج السينمائي لدى المبدعين الذين لم تتح لهم فرصة التعلم الأكاديمي وليسوا مصنفين في نقابة الفنانين.

 

 وتعرض هذه الوحدة السيناريوهات والأفكار والمشاريع التي يتقدم بها الشباب على لجنة من المختصين لإقرارها والبدء بتصويرها، إلا أن ضحالة التمويل المقدم للمشاريع تقف حائلاً أمام إنتاج المزيد من الأعمال.