"عرب 48" نحو مشاركة أوسع في انتخابات الكنيست لتقرير مصير حكومة إسرائيل

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

توقعت استطلاعات للرأي في إسرائيل أن تزيد نسبة إقبال فلسطينيي الخط الأخضر على التصويت في انتخابات الكنيست المقررة غداً الاثنين، مقارنة بسابقتها، بحيث تصل إلى /65/ بالمئة بعدما بلغت في الانتخابات الفائتة /59/ بالمئة.

 

وتحدث المحلل السياسي والإعلامي المقيم في "أراضي 48" سعيد حسنين، لـ"نورث برس"، عن دوافع هذا التزايد المُتوقع في نسبة التصويت المرتقب، مبيناً أنها لا تقتصر فقط على مخاوف من نقل منطقة المثلث ذات الثقل السكاني العربي لحكم السلطة الفلسطينية، وفق ما تم الحديث عنه في "صفقة القرن" الأمريكية.

 

وأوضح حسنين أن العامل الأساسي لترجيح زيادة نسبة التصويت، هو بروز اهتمام لدى الوسط العربي في إسرائيل بضرورة المشاركة والإدلاء بأصواتهم لصالح "القائمة المشتركة" لتلقين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومعه اليمين المتطرف "درساً لن ينساه" بسبب تحريضه المستمر على المواطنين في "أراضي 48".

 

وبالنسبة لمخاوف الضم، يوضح حسنين أن فلسطينيي الخط الأخضر قلقون من مصادرة الأرض ونقل السكان في منطقة المثلث للسلطة الفلسطينية، بشكل يضر بهم ووجودهم. "وهذا ما أقلق وأغضب الجمهور الفلسطيني في أراضي 48".

 

ومن المنطلقين سابقي الذكر، يقول مراقبون إن فلسطينيو "48" يعكفون على الرد على كل المحاولات الفاشية من خلال صندوق الاقتراع غداً؛ ليس لأن البديل أفضل.. بل لزيادة قوة القائمة المشتركة ونيلها على الأقل /16/ مقعداً في الكنيست، لمنع نتنياهو بأي طريقة من تشكيل "حكومة يمينية فاشية".

 

ولهذا، يشدد الإعلامي من داخل الخط الاخضر سعيد حسنين، على أن تصويت خمسة وستين بالمئة من فلسطينيي 48 يضمن حصول القائمة العربية المشتركة على /16/ مقعداً بالكنيست وربما أكثر.. وإن تحقق هذا، "فإنه سيكون سابقة هي الأولى، حيث لم تحدث بالمطلق في الماضي".

 

ويقول حسنين لـ"نورث برس" إنه إذا ما تحقق هذا السيناريو، فإن ذلك سيقطع الطريق على نتنياهو وأيضاً على خصمه رئيس تحالف "أزرق-أبيض" بني غانتس والمعروف بحزب الجنرالات من تشكيل حكومة في إسرائيل.

 

وإذا تبقى الخيار أمام غانتس ونتنياهو بتشكيل حكومة "وحدة" فإن هذا سيقود إلى أن المعارضة في الكنيست ستكون ممثلة بالقائمة العربية المشتركة، وهذا يعني أن كل متحرك يجب أن يعلم به رئيس المعارضة وهو رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة.

 

ويشير سعيد حسنين أن هذا السيناريو-في حال حدوثه- فإنه سيضع قادة اليمين الإسرائيلي في مأزق. وهم يبحثون عن تشكيل حكومة ليست وحدة حتى يبقى إما الليكود أو تحالف "أزرق أبيض" بالمعارضة.

 

وختم حسنين حديثه "16 عضواً للقائمة المشتركة يعني وضع إسرائيل في مأزق سياسي كبير جداً، والتعامل ربما يكون على نسق هايدر بالنمسا في عهد سياسي سابق.. وهذا يعني أن الوجود العربي بالداخل يؤكد جدواه وقوته على التأثير وتغيير المسار السياسي في إسرائيل".

 

ولأنّ نتنياهو يبدو قلقاً من السيناريو سالف الذكر، فقد واصل في الساعات الأخيرة توجيه كلامه لعرب (48) من أجل طمأنتهم وتخفيض نسبة مشاركتهم بالانتخابات حتى لا يكونوا رقماً صعباً من شأنه أن يحسم مسألة مصير حكمه ومستقبله السياسي.. إذ قال نتنياهو "إن القائمة المشتركة تحرض ضده ولكنها لم تأت بأي شي للمجتمع العربي" مضيفا أنه "نقل إلى هذا المجتمع /15/ مليار شيكل، وأن السكان يشعرون بذلك فيما يتعلق بالبنى التحتية والرفاه الاجتماعي".

 

وردّ نتنياهو على سؤال حول فكرة نقل "المثلث" إلى السيادة الفلسطينية، حيث صرّح أنه "لن يتم اقتلاع أحد من مكان سكناه، وأن هذه الفكرة أمرا باطلا لا أساس له"، على حد قوله.