رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
تعمل مصر على بناء جدار خرساني على طول /14/ كم من الحدود مع قطاع غزة في الأسبوعين الأخيرين، بحسب ما أفاد شهود عيان.
ويستبعد المحلل السياسي من القطاع طلال عوكل في حديث لـ"نورث برس"، أن يندرج الجدار ضمن إجراءات مصرية جديدة ارتباطا بمستجدات سياسية ما في أعقاب إعلان صفقة القرن الأمريكية، أو بمخاوف أمنية معينة.
وتم إقرار فكرة بناء الجدار المصري، في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولكن بقي مؤجلا إلى أن تم حسم تنفيذها بشكل بطيء في عهد الرئيس عبد الفتاح السياسي قبل عامين. "ويبدو أن هناك نياية لتسريع إنجاز بنائه الآن"، بحسب عوكل.
وبحسب مراقبين، تعتبر مصر قطاع غزة بمثابة الحديقة الخلفية للأمن القومي المصري؛ وهو الأمر الذي يفسر الرعاية الحصرية للقاهرة لملف التهدئة في غزة بين حماس وإسرائيل، بهدف منع الحرب التي من شأنها أن تتسبب بمخاطر هروب أعداد كبيرة من السكان باتجاه مصر عبر اختراق الحدود.
من جهة أخرى، نفى مصدر أمني خاص، يقيم في غزة، أن تكون إسرائيل قد فكّرت جديا باغتيال القياديين في حماس هما يحيى السنوار، مسؤول الحركة في قطاع غزة، ومروان عيسى الذي يوصف بالقائد العام لـ"كتائب القسام"، الذراع العسكرية للحركة بسبب رفضهما الالتزام بمسار التهدئة بصيغته الحالية.
وأوضح المصدر، أن ما حدث هو بمثابة دور مشترك ومنسّق بين القاهرة وتل أبيب لنقل رسالة ترهيب لحماس في غزة عبر القول لها "إن الأمر جدي" وأنه لدى المخابرات المصرية معلومة باغتيال القياديين السنوار وعيسى؛ بغية الضغط عليها لوقف إطلاق البالونات الحارقة والصواريخ اتجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، والمحافظة على الهدوء.
وعطلت القاهرة قراراً إسرائيلياً بتصفية القياديين في حماس، وهو ما نفاه المصدر لـ"نورث برس"، واعتبر الأمر كله بمثابة "رسالة مصرية وإسرائيلية مبالغ بها" لحماس بغية تحذيرها في حال لم توقف إطلاق الصواريخ البالونات الحارقة.
في غضون ذلك، قررت إسرائيل توسيع مساحة الصيد المسموح بها قبالة شواطئ قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل التصعيد الميداني الأخير، أي /15/ ميلا بحريا وزيادة عدد تأشيرات الدخول إلى إسرائيل للتجار الفلسطينيين من القطاع بألفين، ليبلغ /7000/ تصريح بدء من يوم الأربعاء .
وأعلن مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، عن ذلك مساء الثلاثاء، في ضوء الهدوء النسبي الذي يسود المنطقة المحيطة بالقطاع خلال الأيام الأخيرة ووقف إطلاق البالونات المفخخة.
وحذرت إسرائيل من أن الأفعال في الميدان هي التي ستحدد التوجه معتبرة أن حركة حماس تتحمل المسؤولية عما يجري في القطاع وينطلق منه.
وفي غزة قال عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية، إن حركته نقلت رسالة إلى إسرائيل عبر الوسطاء مفادها؛ إما رفع ما وصفه بالحصار أو المواجهة المفتوحة.