نشاط محدود لخلايا تنظيم "الدولة" النائمة في سيناء بحثاً عن إثبات الوجود

 

القاهرة- محمّد أبوزيد- نورث برس

 

هاجم عناصر تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، الأحد، إحدى النقاط الأمنيّة بشمال سيناء، (على الحدود الشرقيّة لمصر)، في محاولة لإثبات وجوده، مما أسفر عن مقتل عشرة عناصر من التنظيم.

 

وتظهر من آنٍ لآخر محاولات "خاطفة ومتباعدة" لتنظيم "الدولة الإسلاميّة"، سعياً منه لإثبات وجوده.

 

كان آخر تلك العمليّات، العمليّة التي وقعت أمس الأحد، والمرتبطة بمحاولة هجوم عناصر التنظيم على إحدى النقاط الأمنية بشمال سيناء (على الحدود الشرقيّة لمصر)، والتي أعلنت عن تفاصيلها القوّات المسلّحة المصريّة رسميّاً، على لسان المتحدّث العسكري "العقيد أركان حرب تامر الرفاعي" في بيان رسمي، كشف عن حصيلة تلك المحاولة، والتي أسفرت عن مقتل عشرة عناصر من التنظيم، إضافة إلى مقتل وإصابة سبعة من القوّات المصريّة.

 

وتأتي تلك العمليّة بعد أسبوع تقريباً من عمليّة تفجير خطّ غاز في سيناء، وقد أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليّته عنها لاحقاً، في بيان تناقلته معرّفاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات التابعة له. فيما لم يصدر بيان عن المتحدّث العسكري المصري يشير إلى تلك العمليّة.

 

وعدَّ محلّلون مصريون، تلك العمليات المتباعدة بكونها "محاولة من العناصر الإرهابيّة لإثبات الوجود بعد دحرهم عمليّاً والردّ على أحكام القضاء المصري ضدّ العناصر الإرهابيّة".

 

ولفت المحللون إلى أنّه منذ كانون الثاني/ يناير 2011 وحتّى ما بعد حزيران /يونيو 2013 "كانت سيناء مسرحاً للعمليّات الإرهابيّة شبه اليوميّة".

 

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، اللواء سمير فرج، وهو المدير السابق لإدارة الشؤون المعنويّة بالقوّات المسلّحة المصريّة، في تصريحات تلفزيونيّة أمس، إنّ "الأوضاع الآن أفضل كثيراً جدّاً ممّا سبق".

 

ولفت إلى أنّ "الإرهاب لن ينتهي في يوم وليلة، وهذا أمر معروف في جميع دول العالم وأنّ القضاء على الإرهاب يستغرق وقتاً".

 

وشدّد الخبير في شؤون الجماعات الإسلاميّة المنشق عن تنظيم "الإخوان"، خالد الزعفراني، في تصريح خاص لـ "نورث برس"، على أنّ هناك "سعيّاً من الجماعات المتشدّدة لإيجاد بيئات بديلة، مع استمرار تحريك خلاياها النائمة في داخل البلدان التي يسعون إلى البزوغ فيها".

 

ويرى مراقبون، أنّ المحاولتين "الإرهابيتين" الأخيرتين (تفجير خط الغاز، ومحاولة استهداف نقطة أمنية) تأتي كـ"محاولة للانتقام" للقيادي الداعشي هشام عشماوي، الذي سلمته السلطات الليبيّة إلى مصر، وأقرّت محكمة جنايات القاهرة، مطلع الشهر الجاري، بإحالة أوراقه رفقة /36/ متّهماً آخرين إلى مفتي الديّار المصريّة في القضيّة المعروفة إعلاميّاً بـ"تنظيم أنصار بيت المقدس"، ما دفع موالي التنظيم إلى محاولة الردّ والانتقام من خلال تلك المحاولات.

 

ويذكر أنّ مصر خرجت من الترتيب السنوي لأكثر /10/ دول تأثّراً بالإرهاب في العالم، وكانت قد جاءت في المرتبة الـ/ 11/ للعام 2018، وفي المرتبة التاسعة في العام 2017، طبقاً لتقريرٍ صادرٍ عن مركز "السلام والاقتصاد" العالمي للدراسات مطلع العام الجاري.