"الموساد" ودوره في "التطبيع" مع دول عربيّة

 

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

قال الصحفي المقيم في (أراضي 48)، عمر ربيع، لـ"نورث برس" إنّ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المعروف باسم "الموساد" هو الذي قام بهندسة لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان في اوغندا قبل أيّام.

 

وأوضح ربيع أنّ مساعي "الموساد" لتطوير "التطبيع" بين إسرائيل والسودان بدأت في أواخر عهد الرئيس السابق عمر البشير الذي "أطاحت به ثورة شعبية في وقت لاحق"، حيث أنّ بذور وملامح تغيير سياسة الخرطوم تجاه تل أبيب بدأت بالتغيّر منذ أكثر من سنتين.

 

ولعلّ ما كشفته صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية حول استخدام زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن، لمركز استجمام مزيّف كان تابعاً لجهاز "الموساد" الإسرائيلي في السودان، عندما كانت الخرطوم تحتضن بن لادن في فترة زمنيّة معيّنة، "يُدلّل على تأثير وتغلغل الجهاز في هذا البلد العربي الواقع في القارة السمراء".

 

كما ويبيّن ربيع أنّ جهاز "الموساد" يُشرف دوماً على ترتيب لقاءات سرّيّة بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين من دول عربيّة لا تربطها علاقات دبلوماسيّة مع تل أبيب. ومن ذلك ترتيب لقاءٍ سرّيّ مُرتقب بين نتنياهو ووليّ العهد السعودي محمّد بن سلمان في وقتٍ لاحق.

 

ووفق ما يقول المختص بالشأن الإسرائيلي عمر ربيع لـ"نورث برس"، فإنّ مهمّة "الموساد" لا تقتصر كما يعتقد العرب فقط على وحدات القتل والاغتيالات العابرة للحدود، بل هو عبارة عن جهازٍ كبيرٍ لديه وحدات مخابرات ووحدات تنسيق، كما لو أنّها وزارة خارجيّة، إضافة إلى وحدات بحث علميّ.

 

ويوضح ربيع أنّه ليس "عبثاً" أنّ رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين انضم إلى نتنياهو في زيارته إلى اوغندا، ولقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إذ إنّ كوهين "هو الذي رتّب كلَّ ذلك".

 

وبالنسبة لوحدات الاغتيال التي تنفّذ عمليّات "الموساد" في العالم وتستهدف مطلوبين، يقول ربيع إنّ المنفّذين ليسوا بالضرورة يعملون بجهاز "الموساد" بل هم عبارة عن مُرتزقة، سرعان ما يقومون بتغيير أسمائهم وأشكالهم وجنسياتهم بعد تنفيذ المهمّة.