القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، رسمياً، عن يوم السادس والعشرين شباط /فبراير الجاري، موعداً لاستئناف المسار السياسي في جنيف، وسط غموض يلف مصير المشاركين وجدول الأعمال والمقررات والمخرجات المنتظرة.
وانطلقت، قبل أيام قليلة، محادثات اللجنة العسكرية المشتركة الخاصة بليبيا "5+5"، والهادفة إلى وقف إطلاق نار دائم بين الطرفين (القوات التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس، والجيش الوطني الليبي).
ويبنى المسار السياسي في جنيف، على ما تم إقراره في اتفاق الصخيرات، بوصفه الاتفاق الوحيد للحل السياسي في ليبيا، والذي في ضوء التطورات الراهنة التي يشهدها الملف الليبي ومع تصاعد التدخلات الخارجية، لاسيما التركيّة المباشرة "صار يصارع من أجل البقاء"، بحسب مراقبين للمشهد الليبي.
وحدد سياسي ليبي في تصريحات خاصة لـ "نورث برس" من القاهرة، عبر الهاتف، أربع عقبات على طريق المسار السياسي في جنيف، تنذر باحتمالية عدم استئنافه في الموعد الذي أقرّه سلامة بحلول السادس والعشرين شباط/فبراير.
وقال السياسي الليبي وأستاذ القانون الدولي، محمد الزبيدي، إن ثمة غموضاً يلف مصير المسار السياسي في جنيف، على أساس أنه "حتى اللحظة وبينما تم تحديد موعد للمؤتمر، إلا أنه لم يتم تحديد المشاركين"، وهو الأمر الذي وصفه بـ"العبث السياسي".
وحدد الزبيدي أربع عقبات رئيسية تحول دون نجاح مسار جنيف، العقبة الأولى مرتبطة بالبرلمان الليبي، والذي من المقرر أن يشارك منه /13/ ممثلاً في مؤتمر جنيف، في الوقت الذي يشهد فيه البرلمان انقساماً إلى برلمانين (مجلس نواب في طرابلس، والثاني في بنغازي، وأعضاء مجلس النواب في طرابلس يعتقدون بأنهم الممثل الرسمي والحقيقي للشعب الليبي لأن عددهم أكبر، وأعضاء مجلس النواب في بنغازي يصفونهم بالمنشقين عن المجلس)، وبالتالي "ماهية المشاركين في المسار السياسي غير واضحة بعد".
ويرى مراقبون أن هذا الغموض يخلف آثار سلبية وخيمة على المسار السياسي الليبي، وعلى نتائج أي حوار ومؤتمر، ومدى التزام الأطراف بما تم الإقرار به خلالها.
أما العقبة الثانية، طبقاً لما حدده السياسي الليبي وأستاذ القانون الدولي، فتتعلق أساساً بـ/ 14/ عضواً يعول عليهم في المشاركة في المسار السياسي في جنيف يختارهم المبعوث الأممي غسان سلامة، ومن غير الواضح ماهيتهم، وبلسان من يتحدثون؟ وهل ينتمون للإخوان أم القاعدة؟ أم المجلس الرئاسي؟ أم المجتمع المدني؟ أم الأحزاب؟ إلى آخر تلك التكتلات. منتقداً في السياق ذاته عدم وضوح آلية الاختيار، بما يؤثر مباشرة على مقررات ونتائج المسار السياسي حال استئنافه.
أما العقبة الثالثة، والتي دفعت الزبيدي لتوقع عدم استئناف المسار السياسي في الموعد الذي حدده غسان سلامة، هي عدم وجود جدول أعمال للمسار السياسي، ومقررات وآليات عمل غير واضحة.
فيما ترتبط العقبة الرابعة كما يقول الزبيدي، بمخرجات المسار السياسي في جنيف في جولته القادمة التي حددها غسان سلامة، وما إن كان المشاركون سيختارون هم الحكومة الجديدة؟ وهل سيتم عرض ذلك أمام مجلس النواب للإقرار به أم أننا بصدد الإعلان عن جسم تشريعي بديل لمجلس النواب الليبي الحالي ضمن مخرجات ذلك المسار السياسي في جولته الجديدة.
ويأمل غسان سلامة مشاركة الدول الأطراف المنخرطة في الملف الليبي، وأن ينجح المسار السياسي المرتقب في إحراز تقدم في المحادثات و"إزالة الهوة في النقاط الخلافية".