رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
قال المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان لـ"نورث برس" إن اليمين الإسرائيلي بزعامة نتنياهو يرفض جزءاً من خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن" والتي يعتزم الرئيس دونالد ترامب الإعلان عن تفاصيلها خلال الأيام القادمة.
وبعد ثلاث سنوات من التلكؤ في إعلان الصفقة السياسية الرامية إلى حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وجه ترامب دعوة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة بيني غانتس لزيارة واشنطن الثلاثاء القادم من أجل بحث ومراجعة الصفقة.
وصرح الرئيس الأمريكي بأنه سينشر خطته للسلام قبل لقائه المرتقب يوم الثلاثاء المقبل مع نتنياهو وغانتس، فيما اعتبرت أوساط سياسية إسرائيلية أن إعلان الصفقة في هذا التوقيت وقبل ما يزيد عن شهر تبقَّى على موعد إجراء انتخابات الكنيست العامة، هدفه دعم نتنياهو وزيادة حظوظه بالفوز بتشكيل الحكومة القادمة.
ورأى إيلي نيسان، أن إعلان الصفقة سيسبب التغييرات في الاصطفافات السياسية الإسرائيلية، وكسر التوازن، مشيرا إلى أن السؤال الأبرز هو "كيف سيتعامل الجمهور الإسرائيلي مع ما يتم نشره من بنود؟".
وتعتقد مصادر سياسية مطلعة في حديثها لـ"نورث برس" أن يُحدث ترامب من هكذا نشر مرتقب لصفقة القرن، شيئاً يعمل على تغيير الحالة السياسية المتعثرة في إسرائيل وعدم تشكيل حكومة لها منذ نحو عام.. وبالتالي يسعى ترامب من خلال نشر الخطة في هذا التوقيت أن يكسر حالة التوازن بين يمين الوسط وأقصى اليمين في إسرائيل، ليحسم تفوق نتنياهو في الانتخابات القادمة وتشكيل حكومة جديدة.
وكي يدَّعي أن النشر ليس تدخلا بانتخابات إسرائيل لصالح طرف دون آخر، قام ترامب بدعوة غانتس إلى البيت الأبيض بمعية نتنياهو..ربما، هذا دافع آخر لاستدعاء غانتس إلى واشنطن.
ويأتي استدعاء واشنطن لنتنياهو وغانتس، في أعقاب إطلاقهما تصريحات حول نيتهما ضم غور الأردن وشمال البحر الميت إذا ما شكل أي منهما الحكومة القادمة.. فهل أرادت واشنطن لفت انتباهما لأمر ما بشأن شيء في الصفقة؟.
بجميع الأحوال، يبدو أن ترامب نفسه يُحب إثارة الإرباك بين الفينة والأخرى بشأن صفقة القرن وكلما خفت الحديث عنها، من أجل القول في الظرف السياسي المناسب أنها لازالت موجودة.. هو يريد خلق هذا المناخ في سياق محاولة التوظيف السياسي للكلام عن صفقة القرن أكثر من تفاصيلها".
وفي رام الله قالت السلطة الفلسطينية أن خطة السلام وفق الصيغ التي نُشرت في وسائل الإعلام مرفوضة، مهددة بأنها ستعلن عن سلسلة إجراءات دون أن تذكرها.
وحذر نبيل أبو ردينة، المتحدثُ باسم رئيس السلطة الفلسطينية، إسرائيل والإدارة الأمريكية من تجاوز الخطوط الحمراء.
وفي غزة أعلنت حركة حماس هي الأخرى رفضها للخطة، مضيفة أن الفلسطينيين هم الذين يحددون مصيرهم بنفسهم.