"بالخطأ".. اعتراف إيراني بإسقاط الطائرة الأوكرانية
نورث برس
اعترفت إيران بإسقاطها طائرة "البوينغ /737/" بالخطأ، مقدمة اعتذارها عن الحادثة، مشيرة إلى مسؤولية "نزعة المغامرة الأمريكية"، في هذه المأساة.
وأعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم السبت، عن أسف بلاده "العميق"، لإسقاط طائرة مدنية أوكرانية.
وفي تغريدة على تويتر، كتب روحاني، "التحقيق الداخلي للقوات المسلحة خلص إلى أن صواريخ أطلقت للأسف عن طريق الخطأ أدت إلى تحطم الطائرة الأوكرانية وموت /176/ شخصا بريئا"، مشيراً إلى أن "التحقيقات مستمرة لتحديد" المسؤولين "وإحالتهم على القضاء".
وكان قدم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، "اعتذارات" بلاده عن كارثة الطائرة، دون أن يعفي واشنطن من المسؤولية.
وكتب ظريف في تغريدة على تويتر "يوم حزين". وأضاف أن "خطأ بشريّاً في فترة الأزمة التي تسببت بها نزعة المغامرة الأمريكية أدّيا إلى الكارثة".
وكانت القوات المسلحة الإيرانية أصدرت أول اعتراف بتحمل المسؤولية في إسقاط الطائرة، حيث تحدثت في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، عن "خطأ بشري" تسبب بكارثة الطائرة، موضحة إن الطائرة بدت "هدفاً معادياً(…) وأصيبت بطريقة غير مقصودة".
وأضاف "في وضع أزمة ويتسم بالحساسية، اقلعت الرحلة الأوكرانية رقم /752/ من مطار الإمام الخميني (في طهران)، الطائرة وعند الانعطاف دخلت بطريقة خاطئة في دائرة هدف معاد بعد أن اقتربت من مركز عسكري حساس تابع للحرس الثوري" بينما كان "الجيش في تلك اللحظات في أعلى مستويات التأهب".
يأتي هذا في حين قالت هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، السبت، إن "المسؤول" عن إسقاط طائرة البونيغ الأوكرانية التي تحطمت الأربعاء في طهران ما أسفر عن سقوط /176/ قتيلا، سيحال "فورا" على القضاء العسكري.
وقالت هيئة أركان الجيش في بيان "نؤكد لكم أنه بمواصلة إصلاحات أساسية في الإجراءات العملانية على مستوى القوات المسلحة، سنجعل تكرار مثل هذه الأخطاء مستحيلا".
وكانت طهران نفت حتى الآن بشكل قاطع فرضية رجحتها دول عدة وخصوصا كندا، بأن الطائرة أصيبت بصاروخ.
وقال رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية علي عابد زاده "هناك أمر واحد مؤكد هو أن هذه الطائرة لم تصب بصاروخ". واضاف أن التحقيق "سيتطلب وقتا"، محذرا من كل تكهنات لا تأخذ في الاعتبار نتائج تحليل الصندوقين الاسودين للطائرة اللذين عثر عليهما الاربعاء.
في حين رجحت الولايات المتحدة وعلى لسان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن تكون الطائرة أسقطت بصاروخ، حيث قال: "إن بلاده تعتبر أن الطائرة تعرضت على الأرجح لصاروخ إيراني".
من جانبه صرح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الخميس أن عدة مصادر استخباراتية أشارت إلى أن صاروخا إيرانيا أسقط طائرة الخطوط الأوكرانية الدولية في رحلتها "بي إس752" بعد إقلاعها من طهران، مضيفا أن الأمر "قد لا يكون متعمدا".
في حين أعلن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أن بلاده تنتظر اعتذارا رسميا من إيران وعبر قنوات دبلوماسية وتعويضات عن إسقاط الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها /176/ شخصا.
وقال زيلينسكي على "تيليغرام"، بعد اعتراف طهران بإسقاط الطائرة الأوكرانية بشكل غير متعمد: "صباح اليوم لم يكن جيدا، لكن ظهرت الحقيقة. إيران اعترفت بذنبها، بأنها أسقطت الطائرة الأوكرانية، حتى قبل انتهاء أعمال اللجنة الدولية للتحقيق".
وأكد زيلينسكي أن بلاده تنتظر من إيران "ضمانات لاستعدادها الكامل لتحقيق صريح، ومقاضاة المسؤولين، وإعادة جثث القتلى ودفع تعويضات، واعتذارا رسميا عبر قنوات دبلوماسية".
وبذات الصدد، قال رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو يجب محاسبة ومساءلة إيران عقب اعترافها بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية.
وجاء في بيان أصدره مكتب ترودو، "في هذا اليوم .. أقرت إيران بأن طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية الدولية أسقطتها قواتها المسلحة .. يبقى تركيزنا الآن على المطالبة بالمساءلة والشفافية والعدالة لعائلات وأحباء الضحايا .. هذه مأساة وطنية، الكنديون جميعهم ينوون الحداد".
وأضاف البيان، "سنواصل العمل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم لضمان تحقيق كامل وشامل، وتتوقع الحكومة الكندية التعاون الكامل من السلطات الإيرانية".
بدوره صرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي كونستانتيت كوساتشيف، السبت، أنه على إيران التي اعترفت بإسقاط الطائرة الأوكرانية عن غير عمد "استخلاص العبر" من هذه المأساة.
وقال كوساتشيف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية انترفاكس "إذا لم يثبت تحليل الصندوقين الأسودين وأعمال التحقيق أن الجيش الإيراني فعل ذلك عمدا، وليس هناك سبب لذلك، يجب إغلاق الحادث. على أمل أن يكون قد تم استخلاص العبر وأن تتخذ كل الأطراف إجراءات".
وتحطمت طائرة الركاب من طراز "Boeing 737-800" التابعة لشركة "الخطوط الجوية الأوكرانية"، فجر يوم 8 كانون الثاني/يناير الجاري، خلال تنفيذها رحلة من طهران إلى العاصمة الأوكرانية كييف عقب إقلاعها بدقائق.