دفعة استطلاعية قوامها 100 مقاتل سوري في ليبيا

محمد الينايري ـ نورث برس

أكد السياسي الليبي، محمد العباني، وصول "مقاتلين من سوريا" إلى ليبيا، وذلك إعمالاً بالاتفاق الذي أبرم بين حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وطبقاً للسياسي الليبي فإن الدفعة الأولى التي وصلت إلى ليبيا من المقاتلين السوريين هي "دفعة استطلاعية" فقط.

وقال رئيس المؤتمر الوطني العام الجامع الليبي محمد العباني، في تصريحات خاصة لـ "نورث برس": "تم الاتفاق مع تركيا وحكومة الوفاق لجلب مقاتلين من سوريا إلى ليبيا (..) وأعتقد -حسب معلوماتي من مصدر موثوق به- بأنه دخل عدد بسيط منهم في الأيام الماضية"، معتبراً أن "هذا شيء خطير جداً، وسيكون كارثياً بكل المقاييس"، على حد تعبيره.

وأفاد العباني، بأنه نتيجة إمداد تركيا ليبيا بمقاتلين سوريين، "ستكون هناك أحداث خطيرة، وتهديد مباشر لتدمير العاصمة (طرابلس) مثل ما حدث في سوريا".

وقدّر العباني عدد المقاتلين السوريين الذين وصلوا إلى ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية –طبقاً لمعلومات تحصَّل عليها شخصياً من مصدر موثوق به- بحوالي /100/ مقاتل كدفعة استطلاعية فقط"، وذلك في إشارة لتوالي الدفعات تباعاً من المقاتلين السوريين بناءً على الاتفاق الذي تم بين السراج وأردوغان، والذي أسفر عن التدخل التركي المباشر.

وتطرق السياسي الليبي، في معرض تصريحاته لـ "نورث برس"، إلى الدور المصري، وسعي القاهرة لإيجاد حل للأزمة في ليبيا، وقال: "غير ممكن في ظل هذه الظروف، وذلك بسبب تدخل الطرف التركي مباشرة وعلانية في الحرب(..) هذا سيسبب إرباكاً في المشهد، ويؤدي إلى زيادة وتيرة الحرب، مع زيادة نسبة المشاركة لمساندة الجيش من كل الأطراف الليبية التي كانت تتخذ موقف الحياد".

ولفت السياسي الليبي في السياق ذاته إلى أن "هناك تأثير من الجانب المصري على طرف واحد فقط (الجيش الليبي)، بينما الطرف الثاني يعتبر مصر طرفاً رئيسياً في النزاع والحرب".

يأتي ذلك في الوقت الذي تناقلت فيه تقارير إعلامية أنباءً عن بدء تدفق المقاتلين السوريين، المنتمين إلى الفصائل المدعومة من تركيا، والتي تعرف نفسها باسم "الجيش الوطني" على الأراضي الليبية. وهي الأنباء التي تنفيها تلك الفصائل.

وفي غضون ذلك، تناقلت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مواد مرئية "/3/ فيديوهات" تُظهر مقاتلين سوريين يقولون إنهم بإحدى المعسكرات الليبية التي نجحوا في "تحريرها". وهي المقاطع التي نفتها حكومة الوفاق الليبية في بيان صدر أمس، زعمت فيه أنها "مُصورة في إدلب".

فيما تواصلت "نورث برس" مع نشطاء داخل ليبيا، ذكروا –في تصريحات متفرقة- أن المعسكر الذي تم التصوير بداخله هو فعلاً معسكر يسمى "التكبالي" في ليبيا، بما يؤكد مشاركة الفصائل السورية المسلحة التابعة لتركيا، في ليبيا، وبما يدحض نفي وزارة الدفاع التابعة للحكومة المؤقتة، لمسألة إرسال مقاتلين إلى ليبيا مساندة للداعم التركي.

وإلى ذلك، تداول مثقفون ونشطاء سوريون عريضة للتوقيع، دانوا فيها مشاركة أي فصيل سوري بالحرب في ليبيا. وقال الموقعون على العريضة: إن "رفضنا لهذه الخطوة نابع من رفضنا الثابت والمبدئي لتجنيد (المرتزقة) الذين يحاربون في حروب الآخرين، وهو رفض لوجود (الميليشيات والمرتزقة) من لبنان والعراق وإيران وأفغانستان وروسيا على أرضنا (..) فكما رفضنا هؤلاء فإننا لا يمكن بحال من الأحوال أن نسكت عن خطوة إرسال مقاتلين سوريين إلى خارج سوريا أيا كان عددهم".