تركيا سهّلت عبور "مقاتلين" إلى مصراتة وطرابلس منذ منتصف 2019

NPA- محمد الينايري

قال مصدر سياسي ليبي، في تصريح خاص لـ "نورث برس"، اليوم الأحد، إن من وصفهم بـ"المرتزقة المقاتلين" في صفوف "الميلشيات" الليبية المسلحة، من بينهم عدد كبير من السوريين، بعضهم وصل إلى ليبيا عبر تركيا مباشرة خلال العام الجاري.

وشدد المصدر -وهو مصدر سياسي مُطلع على تفاصيل العمليات والمعارك داخل ليبيا- إنه "منذ شهر يونيو/حزيران أو شهر يوليو/ تموز الماضي تقريباً، تم رصد مجموعات من المقاتلين منقولة من تركيا إلى ليبيا بشكل سري"، بما يؤكد طبيعة الدور الذي تخطط له تركيا مبكراً في ليبيا من خلال تسهيل وصول تلك العناصر لمساندة "الميلشيات".

وأفاد المصدر بأن تلك العناصر تم نقلها من تركيا مباشرة إلى كلٍ من مصراتة وطرابلس، الواقعتين تحت سيطرة "الميلشيات" المسلحة التي تدعمها تركيا إعمالاً بالاتفاق الذي تم بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج.

وأوضح المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- إن المعلومات المتوافرة لديه تؤكد أن تركيا عمدت بشكل سري إلى مد "الميلشيات" المقاتلة في طرابلس ومصراتة بمقاتلين سوريين، لكنه "من غير المعروف بالنسبة لي الآن ما إن كانت هناك إمدادات جديدة من مقاتلين سوريين بعد الاتفاق من عدمه، لكنّ مراكز رصد سوريّة بارزة أكدت ذلك، وذكرت أن عناصر من الفصائل الموالية لتركيا ستشارك تركيا في تدخلها في ليبيا".

وشدد على أن "تلك الأنباء التي لم نتأكد منها، يُمكن أن نستشف منها الكثير من الأمور، لاسيما أن معلوماتنا تؤكد فعلاً أن مقاتلين سبق وأن نقلوا عبر تركيا إلى ليبيا خلال العام، وهناك مقاتلين سوريين في صفوف الميلشيات بطرابلس ومصراتة"، ما يعني أن تركيا تُعد العدة منذ فترة للتدخل العسكري المباشر في ليبيا، ولم تكن تخفى مساندتها وتأييدها للميلشيات المسلحة في العاصمة الليبية.

ويذكر أن تركيا أعلنت رسمياً عن التدخل العسكري في ليبيا، وذلك عقب اتفاقين منفصلين وقعهما الرئيس التركي مع السراج. وأثيرت أنباء حول استخدام أنقرة الفصائل التابعة لها في سوريا، والتي تعرف نفسها بـ"الجيش الوطني" للمشاركة والتدخل عسكرياً في ليبيا. في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الدفاع بالحكومة المؤقتة، بياناً نفت فيه تلك المشاركة. فيما ذكرت تقارير إعلامية أسماء بعض القيادات العسكرية المنخرطة ضمن الفصائل، والذين قالت إنهم وصلوا إلى طرابلس بالفعل للمساهمة في تدريب "الميلشيات" لمواجهة قوات خليفة حفتر.