الرئاسة التركية تدرس تخويل استخدام القوات المسلحة التركية في ليبيا

نورث برس

أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن البرلمان التركي قد ينظر في تخويل استخدام القوات المسلحة التركية في ليبيا.

وأضاف قالن للصحفيين اليوم: "هذه من صلاحيات البرلمان. وقد يتم اتخاذ القرار وفقا للظروف. ربما يكون ذلك على شكل تدريب عسكري وبعثات الإنسانية… سنعمل على تقييم واتخاذ الخطوات اللازمة".

وأكد قالن، أن البرلمان التركي يعمل في الوقت الراهن على وضع مشروع قانون لهذا التفويض, بعد أن صادق مؤخرا على مذكرة تعاون عسكري أبرمت مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إمكانية إرسال الجيش التركي إلى ليبيا، إذا توجهت سلطاتها إلى أنقرة بمثل هذا الطلب.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2014، أعطى البرلمان التركي الإذن للحكومة باستخدام القوات المسلحة في العراق وسوريا. وبقي هذا السماح ساري المفعول لمدة عام، وبعدها تم تمديده لسنة أخرى بقرارات من البرلمان في الفترة 2015-2019.

حرب الغاز شرق المتوسط

يمدد الاتفاق بين أردوغان وحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج, الجرف القاري لتركيا بنحو الثلث، ما يسمح لها بالمطالبة في احتياطيات النفط والغاز المكتشفة حديثا في شرق البحر المتوسط، وهو ما تعتبره اليونان ومصر وقبرص إجراء يتناقض مع القانون الدولي.

وبعد توقيع الاتفاق مع ليبيا، قال أردوغان إن "حكومات كل من اليونان، وإسرائيل، ومصر، وقبرص اليونانية الجنوبية، لا تستطيع اتخاذ خطوة بدون موافقتنا"، قاصدا بذلك شروع هذه الدول في التنقيب عن آبار الغاز والبترول في مياه شرق المتوسط.

وفي 6 كانون الأول/ ديسمبر، أمهلت اليونان السفير الليبي في أثينا /72/ ساعة لمغادرة البلاد، فيما قالت مصر على لسان خارجيتها إن اتفاقية أنقرة وطرابلس ليس لها سند قانوني، لأن مجلس النواب الليبي هو المسؤول عن إبرام مثل هذه الصفقات، وليس رئيس الوزراء.

وفي حال نجحت قوات المشير خليفة حفتر في دخول طرابلس وإسقاط حكومة السراج، فسيكون إلغاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية المبرم بين أردوغان والسراج تحصيل حاصل، ما يعني تثبيت خريطة الحدود البحرية التي اعتمدتها كل من مصر، واليونان، وقبرص في عام 2013، والتي بمقتضاها تنوي هذه الدول البحث عما تعتبره حقها في الثروات الغازية والنفطية في شرق المتوسط.

مسلحون سودانيون

من جانبه كان المشير خليفة حفتر, قائد "الجيش الوطني الليبي" قد شن عمليته العسكرية، بعد أيام من توقيع إردوغان وفايز السراج, رئيس حكومة الوفاق، اتفاقا لترسيم الحدود البحرية يستتبعه "تعاون عسكري وأمني" بين البلدين.

وتزداد الحرب في ليبيا ضراوة وتصبح حلولها مستعصية أيضا، خاصة وأنها أصبحت ساحة قتال دولية تضم مسلحين من العديد من الدول، آخرها تدفق مسلحين من السودان للانخراط في القتال، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

وقال قادة عسكريون تابعون لقوات المشير خليفة حفتر إنهم استقبلوا مئات المجندين السودانيين الجدد مؤخرا، مشيرين إلى أنه يوجد ما لا يقل عن /3000/ مقاتل سوداني في ليبيا، وهذا رقم أعلى من التقديرات السابقة.

وذكر أحد القادة المتمركزين في جنوب ليبيا للصحيفة قوله: "يأتي الكثير من الشباب، ولا نملك القدرة على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة".