قائد عسكري ليبي: تركيا تعمل بنظرية الطرف المتغلب هو صديقها وسرعان ما تنقلب على السراج
نورث برس
أكد قائد عسكري ليبي في الجيش الوطني، أن تركيا تعمل بنظرية أن الطرف المتغلب هو صديقها، وسرعان ما تنقلب على حكومة السراج، بحثاً عن مصالحها. في حين قال محلل سياسي ليبي، أن تركيا جرَّت المجموعات المسيطرة على طرابلس لتوقيع اتفاقية المياه الإقليمية، وبالتالي فتحت على البلدين باب خلافاتها مع الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن الأهم في هذه الاتفاقية هي الأمنية العسكرية.
الطرف المتغلب هو الصديق
يقول اللواء فوزي المنصوري، آمر محور عين زارة وادي الربيع، في تصريح خاص لـ"نورث برس": إن الرد المتوقع من تركيا معروف مسبقاً وهو "أن تركيا تعمل بنظرية الطرف المتغلب هو صديقها، ولن يطول الوقت حتى نرى انقلاباً تركيا على السراج، لأن مصالحها ستكون مع القوات المسلحة الليبية".
المنصوري يرى أن الرئيس التركي لن ينفذ ما وعد به حكومة السراج، حتى أن دول العالم لن توافق على ذلك، مشيراً إلى أنه "على تركيا قبل أن ترسل جنوداً للقتال في ليبيا، أن تعلم مدى قوة الليبيين".
وأكد المنصوري على أن موقف الدول الداعمة لقوات المشير حفتر لن يتغير، "فهي تدعم دولة عربية ضد الغزو العثماني الذي جاء به السراج وجماعته أصحاب الأصول التركية"، مشيراً إلى أن اتساع النفوذ المضاد لتركيا نتج عن "غباء" أردوغان، "بتوقيعه على تلك الاتفاقية الميتة قبل ولادتها"، وأن "موقف الدول بالنسبة لنا قد يكون في صالحنا سياسياً".
باب الخلافات مع أوروبا
يقول المحلل السياسي الليبي الدكتور عبد العزيز، إن تركيا فتحت باب خلافاتها مع الاتحاد الأوروبي على نفسها وعلى ليبيا، بإقدامها على جرِّ المجموعات المسيطرة على طرابلس (المجلس الرئاسي)، لتوقيع اتفاقية المياه الإقليمية، والتي لم ترسم خريطتها بعد بين المياه الاقتصادية الليبية اليونانية، لوجود خلافات حولها.
ويرى المحلل السياسي أن البند الأهم في الاتفاقية السابقة هو ما يتعلق بالجانب الأمني العسكري، حيث أن أردوغان "يعتبر نفسه خليفة المسلمين في العصر الحديث".
ويعتبر المحلل السياسي أن المشروع الإسلامي السياسي الناتج عن تحالف تركيا وقطر، يتقاطع مع الأمن القومي لكل من مصر والسعودية والإمارات، التي بدورها تعتبر تمدد الإسلام السياسي في مناطق الشمال الإفريقي وخاصة في ليبيا وما يترتب عليه من آثار من حيث وضع يده على الحكم في ليبيا وفتح أموال النفط والخزائن التي تملكها ليبيا والاستثمارات المستقبلية، يشكل خطرا أساسي ضد هذه الدول التي اعتبرت بدورها أن التحالف مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لمحاربة هذا التمدد هو الصواب.
وبناءاً على الاتفاقية التي وقعتها تركيا مع السراج، فإنها ستدخل في نزاعات أخرى طويلة الأمد مع الاتحاد الأوروبي ومصر واليونان، وربما أيضا فلسطين، ودول أخرى، لها علاقات مع استثمارات غاز المتوسط، بحسب عبد العزيز.
ويشير إلى أن المسألة هي مسألة مراهنة وقد تكون تركيا خاسرة فيها خصوصاً إذا لم تثبت هناك اكتشافات من احتياطي الغاز في هذه المنطقة، غير أن تركيا "تستخدم الآن أسلوب البلطجة السياسية في المنطقة وتريد بذلك التخلص من دينها العام والذي يقدر بالمليارات، نتيجة الظروف الاقتصادية الخانقة"، بحسب عبد العزيز الذي يتوقع أيضاً في ظل المستقبل السياسي القريب أن "يطاح بحكومة أردوغان".
ويعرب المحلل السياسي عن اعتقاده بأن الإسلام السياسي بالمشهد الليبي لن يستمر بقوة، خاصة ضمن تقدم قوات الجيش الوطني الليبي، وسيطرته في أقرب وقت على كامل العاصمة مما سيغير المشهد السياسي في البلاد من موالي لمشروع الإسلام السياسي ومن وراءه تركيا وقطر، إلى مشهد مغاير جداً".
وحول ما إذا كان من الممكن أن ترسل تركيا جنوداً إلى ليبيا للمشاركة في الحرب الدائرة، يوضح عبد العزيز، أن هذه الأمر لن يتم لأن "ليبيا كعكة ما بين مجموعة من الدول، نتيجة لموقعها في جنوب المتوسط ووجود الغاز والنفط فيها، إضافة للموضوع الأهم وهو أنبوب الغاز الممتد من ليبيا إلى إيطاليا، والذي يشير إلى موضوع أكبر وهو حرب أنابيب الغاز في المنطقة".
وتسعى الدول الأوروبية في ظل التغيير المناخي إلى الحصول على أكبر قدر من الغاز وخاصة من ليبيا، بحسب عبد العزيز.
وينهي المحلل السياسي الليبي حديثه لـ"نورث برس" بالإشارة إلى أن المعركة في ليبيا هي معركة "طحن عظم لتيار الإسلام السياسي في ليبيا وفي المنطقة بالكامل".