موهبتان شابتان تعملان لتحقيق حلمهما بتأسيس أوركسترا في مدينة كوباني
عين العرب / كوباني- فتاح عيسى / فياض محمد – نورث برس
بدأت شقيقتان لا تتجاوز أعمارهن العشرين عاماً بأولى خطواتهن لتأسيس أوركسترا خاصة في مدينة عين العرب / كوباني بعد أن تلقين تعليمهن الأكاديمي في معاهد موسيقية في مدينة آمد / ديار بكر في تركيا.
نورشين صالح (20 عاماً) والتي تعزف على آلة الكمان وشقيقتها بروين صالح (17 عاماً) والتي تعزف على آلة السنطور، لفتن انتباه أهالي مدينتهن منذ عدة أشهر عبر معزوفاتهن التي تم تداولها بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول نورشين صالح لـ"نورث برس" إن هجمات مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مدينتها عين العرب/ كوباني عام 2014, أجبرتها هي وعائلتها على النزوح لتركيا, حيث استقرت عائلتها في مدينة "وان"، بينما هي قررت الذهاب إلى مدينة آمد/ ديار بكر حيث توجد أكاديمية للموسيقى الكردية.
"تشجيع العائلة"
وتضيف نورشين أنها بدأت تعلم الموسيقى والعزف في سن العاشرة، إلا أن معلوماتها الموسيقية الضئيلة، دفعتها لتطور نفسها في هذا المجال وخاصة أنها كانت تحب الموسيقى وتجد فيها مستقبلها، على حد قولها.
وتشير نورشين إلى أن تشجيع ومساندة عائلتها لها كان السبب في بدء دراستها للموسيقى في أكاديمية "آرام تكران" عام 2016، حيث درست لمدة أربع سنوات في المعهد الموسيقي (كونسرفاتوار).
الأوركسترا
وتوضح نورشين أنه وبعد عودتها لمدينتها ونتيجة قلة الاهتمام بالموسيقا والفن في (روج آفا), قررت هي وشقيقتها المبادرة والتخطيط لتأسيس أوركسترا في مدينتها.
وتعلم نورشين أن تأسيس الأوركسترا عمل ليس بالسهل ويحتاج منهما جهداً متواصلاً من /15/ إلى /20/ سنة وهو السبب الذي دعاهما للبدء بالتحضيرات لتعليم وتدريب الأطفال على الموسيقى من عمر/14 – 4/ سنة.
وتشير نورشين إلى أنها تعزف على آلة الكمان والكمنجة المنتشرة في إيران, بينما تعزف شقيقتها بروين على آلة السنطور التي يتم العزف عليها لأول مرة في عين العرب/ كوباني.
وتلفت نروشين إلى أنها وأختها تقومان بتعليم الطلاب بأعداد قليلة، من خلال إعطاء الدروس لهم في مركز "باقي خدو" للثقافة والفن، على أمل أن يتم تجهيز مركز خاص بهم إذا توفرت الإمكانيات في ظل الوضع الأمني غير المستقر الذي لا يساعدهم في وضع خطط طويلة الأمد حول مشروعهم وحلمهم, على حد قولها.
آلة السنطور
بدورها توضح بروين صالح أنها بدأت بالدراسة الأكاديمية نهاية عام 2016 في مدينة آمد/ ديار بكر بعد عام من بدء شقيقتها الدراسة، موضحة أنها عندما بدأت بالدورة (الورشة التدريبية) وقام المعلمون بتعريفهم بالآلات الموسيقية، لفت انتباهها وإعجابها آلة السنطور كثيراً وقالت في نفسها "هذا ما أبحث عنه".
وتشير بروين إلى أن لهذه الآلة الموسيقية خصوصية مختلفة عن الآلات الأخرى، فهي ذات أوتار كثيرة، وهي آلة فارسية وقديمة جداً كما يستخدمها الكرد الصورانيون.
وتضيف بروين أنها عادت إلى مدينتها كوباني على أمل تطوير الموسيقى فيها وبشكل خاص تعليم الأطفال على هذه الآلة التي "أحبتها كثيراً"، منوهة إلى أنها وشقيقتها وبعض أصدقائها يعملون في مشروع تأسيس أوركسترا مستقبلاً.
وتؤكد بروين أنه مشروع طويل ويحتاج لوقت وجهد كبير، وأن تعليم الأطفال على هذه الآلات هو بمثابة البداية والخطوة الأولى لتحقيق هذا الحلم الذي يحتاج لتعليم وتدريب أكبر قدر ممكن من الأطفال.