محلل سياسي: مسألة فرض واشنطن عقوبات على أنقرة لا تزال مطروحة لكن بتردد
NPA
لا تزال مسألة فرض العقوبات الأمريكية على تركيا مطروحة، إلى أن واشنطن تتردد في فرض عقوبات جديدة ردّاً على تمسك أنقرة بصفقة (S-400) الروسية، وبدأت تركيا أمس تجريب المنظومة على أن يتم تشغيلها في نيسان/أبريل 2020.
وبهذا الخصوص أوضح الكاتب والمحلّل السياسي عماد عبد الهادي، في حديثه لـ"نورث برس" أنّه خلال الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لواشنطن "حدثت مشادة حادة بين أردوغان وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام، بسبب قوات سوريا الديمقراطية وغزو تركيا للشمال السوري، وتصنيفها الكرد إرهابيين، وكان ردّ غراهام حاداً".
وأشار عبد الهادي إلى أنّه بعد الاجتماع الذي تم في البيت الأبيض وبحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "فوجئ غراهام بمسؤولي البيت الأبيض يطلبون منه الذهاب إلى الكونغرس لوقف القرار الذي كان على وشك الصدور باتهام تركيا بارتكاب إبادة جماعية للأرمن والذي أثار غضب أردوغان".
ويتابع: "غراهام فعل ما طُلب منه وبرّر ذلك بأن الرئيس التركي كان في واشنطن، وأنّ استصدار القرار في هذا التوقيت يتعارض مع الأعراف الديبلوماسية"، وأضاف أنّ غراهام قال بأنّ "واشنطن لا تزال تأمل في إقناع أردوغان بالتخلي عن صفقة الصواريخ الروسية".
المحلّل السياسي أكّد بأنّ مسألة فرض العقوبات بسبب تمسك أردوغان بالصفقة مع روسيا لا تزال مطروحة، مشيراً إلى أنّه وبعد اعتراض غراهام على قرار الكونغرس حول مذابح الأرمن الجماعية على يد الأتراك، "تم تقديم مشروع قرار ثاني من قبل نفس العضو الديمقراطي بوب منندبنز، إلّا أنّ البيت الأبيض كلف عضواً جمهورياً آخر للاعتراض عليه".
وقال عبد الهادي إنه "وطالما ظل الأمر في يد الكونغرس فلنا أن نتوقع عقوبات أخرى إذا ما أصر أردوغان على التشبث بموقفه".
وفرضت واشنطن مؤخراً عقوباتٍ جديدةً على أربع شركات تركية بسبب تعاملاتها مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وشدّد عبد الهادي على أنّه في حال لم يُعاد انتخاب ترامب رئيساً، "فمن شبه المؤكّد أن تواجه تركيا عقوبات إضافية إذا ما حلّ رئيس ديمقراطي".
وفيما يخص الجرأة التركية على تجربة (S-400) الروسية، وإذا ما كان هناك توافق ضمني بين الأطراف (روسيا ـ تركيا ـ أمريكا)، نفى المحلّل السياسي أيّ توافقٍ بين هذه الدول.
وأشار إلى أنّ الأمر لا يزال مثار خلاف حاد بين الطرفين خاصة الكونغرس الذي "يتربص بتركيا بسبب أفعالها التي لا تتسق مع كونها حليف، إضافة إلى أنّ الأمر لا يقتصر على الولايات المتحدة بل يلقى معارضة لا تقل شدة من الناتو".
وبحسب الكاتب والمحلّل السياسي عماد عبد الهادي، "كانت العروض التركية بعدم نشر الصواريخ أو نشرها وعدم تشغيلها كحلّ، قوبل بالرفض من قبل الولايات المتحدة، كما أنّ اقتراحها تشكيل لجنة مشتركة لدراسة مدى الخطر الذي تشكله المنظومة الروسية على الناتو، كان له نصيب سابقه من الرفض من قبل كامل دول الناتو بمن فيهم أمريكا"، مشيراً إلى أنّه من المعروف أنّ واشنطن عاقبت أنقرة باستبعادها من مشروع تصنيع المقاتلة (F-35)".