أطفال يجسدون معاناة المستهدفين بالأسلحة المحرمة دولياً في شمال شرقي سوريا
عين العرب / كوباني – فتاح عيسى / فياض محمد – نورث برس
لم تغبْ مشاهد الطفل محمد، الذي احترق جسده الصغير بالفوسفور الأبيض والمحرّم دولياً، خلال القصف التركي الذي طال مدينة رأس العين / سري كانيه، عن مخيّلة الممثل الصغير، والذي صادف أن يحملا نفس الاسم، وينحدران من كوباني، خلال لعبه دوراً في مسرحية بعنوان "مقاومة واشو كاني وكري سبي".
المسرحية التي عرضت أمس السبت، على مسرح مركز "باقي خدو" للثقافة والفن في عين العرب / كوباني، كانت ضمن فعالية ثقافية وفنية، نظّمتها مديرية الثقافة وحركة "ميزوبوتاميا" للثقافة والفن، مساندة لأهالي تل أبيض / كري سبي ورأس العين / سري كانيه، ودعماً لقوات سوريا الديمقراطية.
وقال الطفل محمد عيسى، والبالغ من العمر عشرُ سنوات لـ"نورث برس" "شاركت في المسرحية بدور الطفل محمد، الذي احترق جسده في مدينة رأس العين / سري كانيه، لإظهار معاناة الأطفال في زمن الحرب، ولأعبِّر عن معاناته قمت بإظهار جسدي في شكلٍ مشابهٍ لجسد محمد المحروق".
وأوضحت الممثلة ليلى أحمد، والتي لعبت دور والدة محمد في المسرحية، أن اللوحة التي تم تقديمها تعّبر عن حقيقة ما حدث في مدينة رأس العين / سري كانيه، عندما تم قصف الأطفال من قبل الطائرات التركية، على حد قولها.
وتضيف "هدفنا من عرض تلك اللوحة المسرحية، هو أن يرى العالم كيف يتم قتل الأطفال في (روج آفا)، ويُقابل ذلك بصمت دولي، فاللوحة تظهر كيف كان الأطفال يلعبون بألعابهم أمام منازلهم وكيف تم قصفهم بوحشية من قبل تركيا".
وتردف قائلة "أردنا من خلال هذه المسرحية التعبير عن معاناة الأطفال في (روج آفا) والمجازر التي ترتكب بحقهم، إضافة إلى معاناة الأمهات اللاتي يتم قتل أطفالهن أمام أعينهن بوحشية".
من جهته يوضّح مؤلف ومخرج المسرحية الفنان علي بوزان عيسى، أن مسرحية "مقاومة واشو كاني وكري سبي"، تعبّر عن حقيقة ما تعرض له أهالي رأس العين وتل أبيض، من قصفٍ بالسلاح المحرّم دولياً من قبل تركيا وفصائل المعارضة التابعة لها.
ويضيف عيسى أن المشاهد التي تم عرضها في المسرحية تحاكي واقعاً عاشه أطفالٌ أبرياء أمام منازلهم، وآخرون ذاهبون إلى مدارسهم، في تل أبيض، ورأس العين، وتعرضوا للقصف بالطائرات وبالأسلحة المحرمة دولياً، ما أدى لوقوع مجازر بحق الأطفال والمدنيين، لافتاً إلى أن جميع الدول شاهدت تلك المجازر بأعينهم ولكنهم بقوا صامتين حيال ذلك.
واختتم عيسى حديثه بأنهم كفنّانين مسرحيّين سيعملون دائماً للكشف عن المجازر التي اُرتكبت بحق أهلهم في أعمالهم الفنية، وسيكونون داعمين لهم في كل مكان.