إسرائيل تناقش الخطر الإيراني.. معلومة أمنية أم وقاية احترازية
رام الله – NPA
عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" جلسة هي الأولى له منذ الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، مع العلم أن آخر جلسة كانت قبل شهرين.
هذه الجلسة تركزت على الملف الإيراني، في ظل التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تفاقم التهديدات الإيرانية.
ولا يُعرف ما إذا كان هذا الاجتماع جاء إثر ورود معلومات أمنية محددة وطارئة حول النشاط الإيراني بالمنطقة، أم أنه يأتي في سياق "الوقاية الإستباقية" لأي خطر محتمل.
لكن نتنياهو قال حرفيا في خطابه ألقاه يوم اداء الكنيست للقسم الخميس الماضي: "اننا نواجه تحدّ أمني كبير.. وهو آخذ في الازدياد شيئا فشيئًا وتجاوز حده في الشهرين الأخيرين". وأضاف "أن كل من يتابع الملف الإيراني يعلم مدى الخطورة التي تحيط بدولتنا, في ظل تسلح إيران وتزايد قوتها"، بحسب أقواله.
بيد أن المحلل السياسي من عرب إسرائيل محمد مصالحة يرى في حديثه لـ"نورث برس" ان التئام "الكابينيت" بمثابة "اجتماع تحصيل حاصل لتحذير فارغ من الخطر الايراني بعد عدة تصريحات لمسؤولين ايرانيين عن محو اسرائيل عن الخارطة".
ويرى مصالحة أن نتنياهو قبل الاجتماع استعمل هذه الورقة لإحراج منافسه حزب "كحول لفان" (ازرق أبيض) بزعامة بني غانتس، والضغط عليه لتليين موقفه إزاء الاسراع لإنجاح اقامة حكومة وحدة برئاسته تحت عنوان "حالة الطوارئ التي تقتضي حكومة قوية لمواجهة التهديد الايراني".
مصدر سياسي من إسرائيل رجح لـ"نورث برس"، ان يفتعل نتنياهو تصعيدا امنيا في الجبهة الشمالية للتخريب على امكانية عقد لقاء يجمع الرئيس الايراني حسن روحاني بنظيره الإيراني دونالد ترامب.
وفي المقابل رد "كحول لفان" (ائتلاف أزرق أبيض الإسرائيلي) في بيان مقتضب على اجتماع الكابنيت الأمني بالقول "لا حاجه من نتنياهو لتوتير الأوضاع الحساسة اقليميا لتحقيق مكاسب سياسية عبر أساليب عفا الزمن عنها، وكلها مكشوفه.. وعندما يكون هناك خطر جدي على اسرائيل فنحن أول من يكون في الصف الاول للتصدي والدفاع عن مصالح اسرائيل وأمنها".
بدوره، دعا رئيس حزب "اسرائيل بيتنا" بزعامة افيغدور ليبرمان رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس حزب "كحول لفان" بيني غانتس الى "التحلي بالمسؤولية ووضع الاعتبارات الشخصية جانبا والكف عن المناورات والألاعيب السياسية وعن التسويف وتشكيل حكومة وحدة وطنية". واشار ليبرمان الى ما اعتبره حالة "الطوارئ القومية والتحديات الجمة" من الناحيتين الامنية والاقتصادية؛ الأمر الذي يحتم تشكيل "حكومة وحدة قوية ومستقرة"، كما قال.
من جهته، رأى الصحافي المقيم في إسرائيل عمر ربيع في حديث ل"نورث برس"، إن اجتماع الكابينيت كان له بُعد اقتصادي عسكري، انطلاقاً من المخاطر الإيرانية؛ إذ أن نتنياهو أراد تخصيص مبلغ كبير من ميزانية اسرائيل، لصالح تطوير منظومة الدفاع الجوي.
بحسب نتنياهو، اسرائيل يمكن أن تتعرض لضربة صاروخية ويجب حمايتها عبر تعزيز منظومات الدفاع الجوية، بتكلفة تقدر بمليارات الشواقل، في ضوء التوتر المتزايد مع إيران والهدف من المشروع هو تحسين قدرة إسرائيل على التعامل مع صواريخ كروز التي تمتلكها ايران.
من جانبها، ذكرت القناة "12" الإسرائيلية أن "المجلس الأمني المصغر درس اليوم إمكانية قيام إيران باستهداف إسرائيل بنفس الطريقة التي استهدفت بها المنشآت النفطية بالسعودية".
وحذر رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات الإسرائيلية في الأيام الماضية، من إمكانية إطلاق صواريخ مجنحة على إسرائيل من العراق. وزادت حاجة إسرائيل إلى مشروع الدفاع الجوي، في أعقاب الهجوم على منشآت النفط
السعودية، وهو هجوم منسوب إلى إيران.
وتعقد جهات إسرائيلية، كما وثق الصحافي يوني بن مناحيم، أن الدولة العبرية تواجه لوحدها خطر صواريخ إيران البحرية، وان ترامب لم يساعد السعودية عندما أطلقت عليهم تلك الصواريخ، وكذلك لن يساعد إسرائيل عسكريًا، فهو منشغل بمسألة خلعه وبالانتخابات الرئاسية ولا يريد حربًا في الخليج.
ولهذا تعتقد مستويات امنية في تل أبيب، أن الوضع معقد جدًا لإسرائيل من الناحية الأمنية، وان إيران ستستغل ذلك قريبًا.