الرئيس العراقي يشدد على حفظ سلامة المتظاهرين ونائب يتهم إيران بقتلهم

NPA
شدد الرئيس العراقي، برهم صالح، ورئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، على حفظ سلامة المتظاهرين، ومحاسبة المتورطين في استخدام العنف.
وجاء ذلك لدى استقبال صالح، عبد المهدي، بمقر رئاسة الجمهورية، لبحث الأحداث الجارية، وفق بيان صادر عن مكتب الرئيس العراقي.
وقال البيان عن الرئيسين أنهما "أكدا محاسبة المتورطين باستخدام العنف، وحفظ أمن وسلامة المتظاهرين والقوى الأمنية، والتصدي الحازم للمجرمين الذين قاموا بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين والقوى الأمنية".

"إيران تقنصنا"
ومن جانبه اتهم النائب الليبرالي في البرلمان العراقي، فائق الشيخ علي، إيران بقتل المتظاهرين في العراق قنصاً, وذلك عبر تغريدة على "تويتر"، كتب النائب فيها "إيران تقنصنا".
وتابع النائب: "لم يعد الأمر خافياً على أحد، فإمام جمعة طهران قالها بصريح العبارة مختزلاً سياسة دولته: اقتلوا عملاء أميركا المتظاهرين العراقيين".
وأكد النائب في التغريدة على الالتحام بين المتظاهرين وقوات الأمن العراقي، ملمحاً إلى أن القناصة الإيرانيين يحصدونهم معا.
وتحدثت قوات الأمن العراقية ومتظاهرون عن وجود قناصة مجهولين على أسطح المباني في بغداد يقتلون ضحايا من الجانبين، ولكن لم تتضح أي معلومات عن هوية القناصين المذكورين.

"تحصيص مبالغ للفقراء"
وتعهد رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، في مؤتمر صحافي، بالعمل على "إحالة الأسماء المتورطة في الفساد للمحاكمة العادلة".
وقال إنه سيتم "تخصيص مبالغ مالية للعائلات الفقيرة والمحتاجين في العراق". مؤكداً بعد اجتماع بوفد ممثل للمتظاهرين العراقيين "فتح باب التسجيل للعاطلين عن العمل في وزارة الدفاع العراقية".
وألمح إلى "اقتطاع جزء من رواتب الوظائف العليا لتدريب الكوادر والخريجين في العراق وخارجه".

"خطط استيعاب العاطلين عن العمل"
من جهة أخرى، أعلن وزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي، باسم عبد الزمان، في وقت سابق السبت، أن وزارته وضعت خططا منذ /6/ أشهر لاستيعاب العاطلين عن العمل في /3/ مراحل مستعجلة ومتوسطة واستراتيجية.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، رفع حظر التجول في بغداد اعتباراً من الساعة الخامسة من صباح اليوم السبت, مع استمرار التطورات المتسارعة سياسياً وأمنياً ودعوات للحفاظ على سلامة المتظاهرين وقوات الأمن على حد سواء

"بدون إنترنت سنصبح كالمكفوفين"
واجه العراقيون صعوبات خلال التظاهرات في تحميل مقاطع الفيديو بسبب حجب الانترنت، إلا أن العديد من المنسقين الإعلاميين وجد وسائل للالتفاف على الحجب الحكومي.
وتطرح مسألة قدرة الحكومات على حجب الانترنت والتحكم بمنصات التواصل الاجتماعي معضلة تواجه التيارات الاحتجاجية المتشكلة في دول المنطقة، وبينها العراق.
وفي تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، عبّر متظاهر عراقي يدعى أسامة محمد (31 عاما) عن حجم الضرر الذي يلحقه الحجب بالحراك الجماهيري، بالقول: "في حال قطعوا الاتصالات العادية، سنصبح كالمكفوفين".
وفي اليوم الذي اشتد فيه الحجب، وجد بعض المحتجين طريقة للاستدلال إلى أماكن التجمعات الاحتجاجية عبر اتباع صوت الرصاص.
إلا أن بعض المتظاهرين وجد طرقاً مبتكرة لخرق الحجب. فالشركات المزودة للإنترنت والتي نفذت قرار الحكومة بقطع الإنترنت، بقي موظفوها قادرين على الدخول إلى الشبكة في مقر الشركة.
وتحول بعض الموظفين في هذه الشركات إلى ساعي بريد لمقاطع الفيديو، يصورون ويجمعون أبرز ما تم تصويره ميدانياً ثم يعودون إلى مقر الشركة لنشر ما لديهم.
وعندما بدأ حجب فيسبوك، تحرك العراقيون سرياً لتنزيل تطبيقات الـ"في بي أن"، وبدأ آخرون بنشر التفاصيل عن التظاهرات المرتقبة في قسم تعليقات شبكة "سينمانا"، وهو تطبيق بث برامج ومسلسلات ذو شعبية في العراق.
وانطلقت التظاهرات، التي خلفت 100 قتيل و4 آلاف جريح، بحسب آخر حصيلة رسمية صادرة عن مفوضية حقوق الإنسان، السبت، احتجاجاً على التوزيع غير العادل لفرص العمل ونقص الخدمات والفساد الحكومي، الثلاثاء الماضي، في بغداد، ثم انتشرت على نحو سريع إلى بقية المدن العراقية خاصة في الجنوب.
ووصفت تلك الاحتجاجات بالأكثر دموية في العراق منذ الإعلان عن هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" في 2017، وتسببت في هزة لحكومة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي التي تولت السلطة قبل عام.