رام الله – NPA
قال المحلّل السياسي الإسرائيلي شاؤول منشة ل"نورث برس" إنّ إلغاء حزب "أزرق – أبيض" بزعامة بيني غانتس، لقاءً كان مقرراً عقده مع بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود، اليوم الأربعاء، لنقاش تشكيل حكومة وحدةٍ، مرده إلى أنّ الليكود يأتي ليحاور باسم كل أحزاب اليمين، وليس باسمه فقط. وهو الأمر الذي يرفضه غانتس.
وأضاف منشة أنّ غانتس يدرك أنّ نتنياهو ليست لديه نيةٌ صادقةٌ في إقامة حكومة وحدةٍ وطنيةٍ ليبراليةٍ, ذلك أنّ نتنياهو متقوقعٌ في كتلة /55/ عضو من مجموع /120/ بالكنيست، والتي تضم المتزمتين واليمين المتطرف، بينما حزب غانتس لا يقبل ذلك.
ويقول غانتس لنتنياهو: "نحن نتحاور معك كحزبٍ واحدٍ، أما انت فتجيء مع كل احزاب اليمين التي تتحالف معها.. اذا كنت تريد مفاوضاتٍ حقيقيةً يجب اتخاذ نفس موقفنا وتأتي للحوار باسم حزبك (الليكود) فقط".
وبحسب حزب "بني غانتس"، فإن شروطه لتشكيل حكومة وحدةٍ لم يتم القبول بها من قبل الليكود الذي يسعى لجر إسرائيل إلى انتخابات جديدة.
تمرير المخطط
يشار إلى أنّه تقرّر عقد اللقاء بينهما بعد أن فشلت فرق التفاوض من الحزبين يوم الأحد الماضي، في التوصل لاتفاقٍ بينهما يسمح بتمرير مخطط الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الذي دعا لتشكيل حكومةٍ بالتناوب يترأسها نتنياهو أولاً وهو ما يرفضه حزب غانتس.
وفي السياق يرى منشة في حديث ل"نورث برس" أنّه إذا لم يكن هناك مخرجٌ من الأزمة الحالية فلا مهرب من إجراء انتخاباتٍ ثالثةٍ، ولكن – حسب تقديرات المراقبين- فإن نتنياهو إذا أراد انتخاباتٍ جديدةً، لا يمكن أن يتحسن وضعه، بل أنّه أصبح اسوأ بالانتخابات الثانية، وسيكون أكثر سوءاً في حال ذهب لانتخابات ثالثة.
بيدَ أنّ خيار عودة كُرة تشكيل الحكومة لغانتس- إذا فشل نتنياهو بمهمة تأليفها- هو قائمٌ. حيث هناك احتمال بأنّ غانتس هو الذي يشكّل الحكومة, فهو بحاجة إلى ستة اعضاء كنيست ينضمون اليه والأمل معقود أن حزب "اسرائيل بيتنا" بزعامة افيغدور ليبرمان سينضم إلى حكومة برئاسة غانتس.
وبيّن منشة أنّ حزب افيغدور ليبرمان هو "لسان الميزان". مشيراً إلى أنّ ميل ليبرمان للانضمام إلى حزب غانتس أقوى من ميله لنتنياهو.. فإذا انضم لغانتس سيكون لديه قوة برلمانية مقدارها /63/، ما يعني انه بإمكان غانتس تشكيل حكومةٍ إذا تحقّق ذلك. ويبدو أن هذا هو الاحتمال المتفائل.
الانتخابات الثالثة
أكّد شاؤول منشة لـ"نورث برس" أنّ "الدولة قاطبةً" لا تريد انتخاباتٍ ثالثة لأنها تنهك الخزينة الإسرائيلية, حيث كلفت الانتخابات الثانية نحو /5/ مليار شيكل (مليار وثلاثمئة مليون دولار).. ولهذا، يشدّد منشة على أنّ الجميع في إسرائيل لا يريد الانتخابات الثالثة، كونها بمثابة "كابوس مخيف".
ويبدو أنّ ما سيتمخض عن جلسة الاستماع التي سيخضع لها زعيم الليكود بنيامين نتنياهو، الأربعاء، حول شبهات الفساد الموجهة ضدّه، سيكون عاملاً حاسماً بشأن بقاء نتنياهو متصدراً للمشهد السياسي في الدولة العبرية ام لا، خاصةً إذا ما تم توجيه لائحة اتهامٍ ضدّ نتنياهو في اعقاب هذه الجلسة.
وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" في هذا السياق، أن عشرة محامين سيشاركون في جلسات الاستماع لنتنياهو حول ثلاثة ملفات فساد، على مدار أربعة أيام.
وقبل بدء جلسة الاستماع، تظاهر نشطاء من حزب الليكود في مدينة "بيتح تكفا" تحت شعار "نتنياهو بريء". وطرحت صحيفة "معاريف" تساؤلاً، مفاده: "هل سيخرج براءةً أم سيدان بالرشوة؟".