الجمعية العامة للأمم المتحدة.. الأزمة السورية تتصدّر معظم كلمات المشاركين
NPA
كانت الأزمة السورية حاضرةً في غالبية الكلمات التي تم إلقاؤها على منبر الأمم المتحدة في نيويورك فالرئيس العراقي برهم صالح أكّد على وجوب جهودٍ فعليةٍ لتمكين السوريين من صنع حلٍّ سياسيٍ دائمٍ. بينما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أشار إلى أنّ الشعب السوري عانى كفايةً خلال السنوات الماضية.
البيئة الحاضنة
عبّر الرئيس العراقي برهم صالح في كلمةٍ له في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن المأساة الإنسانية في سوريا حيث قال: "استمرار الوضع المأساوي في سوريا، وتمكُّن التطرف والإرهاب من إيجاد بيئةٍ حاضنةٍ له، يستوجب جهوداً فعلية لتمكين السوريين من صنع حلٍّ سياسيٍ دائمٍ".
بينما دعا الرئيس اللبناني، ميشال عون، زعماء العالم ليساهموا في العمل على عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، مشدّداً على أنّ مسؤولية معالجة هذه الأزمة لا تقتصر على لبنان وحده، بل هي مسؤوليةٌ دوليةٌ مشتركةٌ تحتم التعاون الجماعي لإيجاد الحلول لها، وبصفةٍ عاجلةٍ.
وجدّد عون، في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، التأكّيد على أزمة النزوح السوري وتداعياتها على لبنان أمنياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وبيئياً، وعلى البُنى التحتية والنمو وارتفاع معدل البطالة، مما أدى إلى تفاقم أزمته الاقتصادية.
مساعدة المعارضة
وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير وبعد العام الثامن للأزمة السورية قال إنه لا بد لنا أن ننظر بمسؤوليةٍ، إلى الواقع الإنساني.
وأكّد الجبير على ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن (2254)، والوصول إلى الحلّ السياسي وفق مبادئ إعلان (جنيف 1). مشيراً إلى أنّ السعودية "عملت منذ بداية الأزمة السورية على توحيد صفوف المعارضة السورية، ليتسنى لها التفاوض مع النظام بما يضمن أمن واستقرار سوريا ووحدتها، ومنع التدخل الأجنبي أو أية محاولاتٍ للتقسيم".
أما أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد أكّد أنّه "آن الأوان لإنهاء الأزمة السورية وفقاً للقرارات الأممية بما يحفظ وحدة أراضيها".
حل سياسي
أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ الشعب السوري عاني كفايتةً خلال السنوات الماضية من عمر الأزمة السورية، مشدّداً علي ضرورة إيجاد حلٍ سياسيٍ عادلٍ للازمة السورية.
وحمّل ماكرون، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، المجتمع الدولي التأخر في إيجاد حلٍّ لهذه الأزمة الدولية الإنسانية، مؤكداً أنّ فرنسا ستساعد المجتمع الدولي لإيجاد حلٍّ عادلٍ سياسيٍ للأزمة الراهنة.
ولفت إلى أنّه لا سبيل إلّا الحلّ السياسي العادل للازمة السورية، مشيراً إلى أنّ الحلّ العسكري لن يحقق الحلّ الحقيقي للشعب السوري.
وقال إنّ مكافحة الإرهاب أساسً بالنسبة لفرنسا وهو أساس مشاركتها في الائتلاف الدولي في سوريا والعراق، مؤكداً أنّ محاربة الإرهاب مسؤوليةٌ دوليةٌ من أجل إنقاذ الشعوب.
أردوغان يعرض خطة "المنطقة الآمنة" شمال سوريا في الجمعية العامة
عرض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة إقامة المنطقة الآمنة شرق الفرات شمالي سوريا.
وقال أردوغان، إنّ بلاده تواصل العمل مع الولايات المتحدة على إقامة المنطقة الآمنة بعمق /30/ كيلومتراً وطول /480/ كيلومتراً.
وعرض أردوغان للحاضرين خارطةً تظهر الشكل المفترض لهذه المنطقة، مضيفا: "بعد إقامتها، سيصبح بإمكاننا إعادة مليون أو مليوني لاجئ سوري إليها، سنتمكن من خلق ظروفٍ ملائمةٍ لهم، سواء بالتعاون مع الولايات المتحدة أم تحالفٍ ما أو أي أحدٍ آخر، لكن تركيا غير قادرة على القيام بذلك لوحدها".
وأوضح الرئيس التركي أنّ بلاده لا يمكنها تحمل موجة هجرةٍ جديدةٍ إليها من سوريا، داعياً في هذا السياق دول العالم لمساعدة بلاده في حلّ قضية إدلب، التي قال إن الاتفاق بين موسكو وأنقرة منع هروب نحو /4/ ملايين لاجئ منها.
وأشار إلى أنّ الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا مع روسيا في مدينة سوتشي يوم 17 أيلول/سبتمبر 2018 ما زال سارياً، معتبراً أنّ الطرفين نجحا في تحقيق عددٍ كبيرٍ من أهدافها بشأن سوريا.
ورحب أردوغان بتشكيل اللجنة الدستورية السورية، معتبراً أنّها "مهمةٌ للغاية من أجل ضمان سلامة تراب سوريا ووحدتها السياسية بصورة فاعلة ومثمرة".
أما الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال إنّ "الحلّ السياسي في سوريا بات ضرورةً ملّحةً".
وأضاف أنّ مصر "ترحب بتشكيل اللجنة الدستورية، ويجب بدء عملها فوراً للتوصل إلى التسوية السياسية الشاملة، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254".
ومن المقرر أن تستمر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى يوم الـ30 من أيلول/سبتمبر الجاري.