المعالم الأثرية في ناحية شيراوا بعفرين تحت النهب والتدمير
ريف حلب الشمالي – سام الأحمد – NPA
عندما سيطرت فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لتركيا على بلدات براد وكفرنبو وكيمار وبرج حيدر وغيرها من المناطق الغنية بالآثار في جبال ليلون وسمعان ومنطقة شيراوا, جعلت من هذه المناطق هدفاً للتخريب العشوائي والممنهج، إضافةً لعمليات التنقيب غير المشروعة وتهريب اللقى والقطع الأثرية للداخل التركي.
ففي بلدة براد تحولت الكنيسة القديمة وضريح قديسها مارون مربضاً لمدفعية فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا ومكاناً لتجمع آلياتهم، هذا عدا عن عمليات الحفر والتنقيب التي أدت لسقوط الكثير من جدران الكنيسة وأعمدتها.
السيد عماد أحمد رئيس بلدية بلدة الزيارة في منطقة شيراوا يقول لـ "نورث برس"، "معظم آثار المنطقة طالها التدمير والتخريب سواء جراء القصف التركي الذي حصل إبان غزو عفرين أو بفعل القصف الذي مازال ينطلق من القواعد العسكرية التركية ومراكز الفصائل المسلحة التابعة لها المنتشرة في محيط جبل سمعان وبعض مناطق شيراوا".
أمّا عبد المولى ديب وهو باحث تاريخي من بلدة الزهراء يقول لـ "نورث برس"، بأن هدف تركيا من عمليات التخريب التي ترعاها أو تتغاضى عنها هو سرقة آثار سوريا، وطمس الهوية الحضارية لهذه المنطقة التي كانت منذ فجر التاريخ مثالا للتعايش المشترك والسلام بين مختلف المكونات.
وأضاف "تركيا عدا عن تخريبها لهذه المعالم الأثرية العظيمة وسرقتها، تقوم بتهجير السكان الكُرد القاطنين في هذه البلدات الأثرية الضاربة بعمق التاريخ، لفصل الكُرد عن إرثهم الحضاري".
وكذلك بلدتا كالوته وخراب شمس، وإن كانت تقعان خارج سيطرة تلك الفصائل، ولكنهما ضمن دائرة الخطر، فوقوع هذه الأبنية الأثرية بكل ما تحمله من إرث روماني وثني وكنسي بيزنطي في مناطق التماس وعلى خطوط الاشتباك يجعل منها هدفاً ثابتاً ودائماً للقصف بالمدفعية والصواريخ التي تطلقها فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لتركيا، مما أدى لتدمير الكثير من المعالم الأثرية ودمّر نقوشها وزخارفها البديعة.
محمد جعفر خضر من سكان بلدة عقيبة في شيراوا يقول لـ "نورث برس"؛ "القصف المتواصل الذي تقوم به الفصائل لا يستهدف المدنيين ومنازلهم فحسب، بل دمّر أيضاً الكثير من المعالم الأثرية التي كنّا قد حافظنا عليها طوال قرون، ومن المؤسف أن تتدمر وتتعرض للتخريب تحت أسماع وأنظار المنظمات الدولية المعنيّة بالآثار والإرث الحضاري التاريخي".
وكانت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا قد دعت في تموز/ يوليو, "المنظمات الدولية والشخصيات الاعتبارية والأكاديمية العالمية المهتمة بالثقافة وكل مهتم وحريص على الحضارة الإنسانية"، إلى التدخل لحماية التراث الثقافي السوري، ووضع حد لما وصفته بـ "العدوان الجائر من القوات التركية" على المواقع الأثرية بريف حلب.