مصادر في عرسال تنفي لـ”نورث برس” وجود تصادمات بين النازحين السوريين وأهالي البلدة
بيروت – ليال خرّوبي – NPA
نفى مصدرٌ خاص في بلدة عرسال شرق لبنان لنورث برس المعلومات التي تداولها أحد المواقع الإخبارية اللبنانية حول نيّةِ بعض المجموعات في البلدة التصادم مع النازحين السوريين تحت عناوين معيشيّة واقتصاديّة، وأكّد المصدرُ أن الأجواء في عرسال هادئة وأن المناخَ الأخويّ هو الطاغي على العلاقات بين أهالي البلدة والنازحينْ خاصة أنه ما من استحقاقٍ قريبٍ قد يستدعي تصادماً من هذا النوع.
وجاءَ في نصّ المادة الصحفية المنشورة يوم أمس السبت "أنّه من المتوقع أن تشهد بلدة عرسال مجدداً في الأشهر الأخيرة من العام ٢٠١٩ تحركاً ضد النازحين السوريين الذين باتوا يشكلون عبئاً إقتصادياً وإجتماعياً، وأكثر ما يزعج أهالي عرسال هي منافسة السوريين لهم على سوق العمل إن على صعيد اليد العاملة وإن على صعيد المحال التجارية التي فتحها النازحون وأسعارها أقل بكثير من تلك التي يملكها لبنانيون".
أهدافٌ مشبوهة
تعليقاً على الترويجِ لأحداثِ تصادم محتملة بين النازحين السوريين وأهالي بلدة عرسال تساءل رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري خلال حديثه لـ"نورث برس" عن "الهدف من نشر هكذا موادّ إعلامية في هذه الظروف الدقيقة الاقتصادية التي يمرّ بها لبنان"، وأكدّ أن "المواطنين اللبنانيين في عموم لبنان يعانون من ضغوط معيشية بسبب التحديات الاقتصادية والمالية التي تعصف بالبلد والجميع يعرف أن النزوح السوري ليس سبباً في هذه الأزمات".
أما عن احتمال تحرّك مجموعات داخل البلدة بوجه النازحين يلفت الحجيري إلى أن " هذه الاحتمالات غير دقيقة ونحن لم نرصد مثل هكذا مجموعات على الأرض، وعلى العموم، إذا تحركت فهي حكماً ليست بدوافع معيشية بل لأهداف مشبوهة ترتدي اللبوس المعيشيّ".
وفي حين يعربُ الحجيري عن تفهّمهِ لحالة التململْ التي يعيشها المواطنون اللبنانيون وتحديدا في عرسال فإنه يدعو أي فئة تعتبر نفسها متضررة إلى" تنظيم نفسها بشكلٍ معلن والإعلان عن أهدافها ومطالبها المعيشية والجلوس مع المعنيين للحوار وتبادل التوصيات".
الواقع الاقتصادي للنازحين
أمّا عن واقع النزوح السوري في سوق العمل ببلدة عرسال فيشرح الحجيري لنورث برس بأنّ " النازحين السوريين يشغّلون حوالي 90% من السوق التجاري بالبلدة وذلك لأسباب تتعلق بطبيعة الانتاج المحلي في عرسال قبل النزوح عام 2013، حيث كان أهالي البلدة يعتمدون على المقالع والنشارة ولم يستثمروا في الأسواق التجاريّة، وبالتالي فإنّ السوق التجاري الذي وسّعه النازحون لم يكنْ يشغلهُ لبنانيون أصلاً".
وبالأرقام فإنّ النازحين بعرسال يملكون حوالي /750/ محالّ تجاري في حين يدير اللبنانيون /100/ محلّ، وهذه الأرقام بحسب الحجيري "تنطوي على أكثر من بعدْ، فعدد المحال الكبير الذي يديره السوريون يمنحْ أصحابها اللبنانيين مردوداً شهريا إن لناحية الآجارات الشهرية أو مردودات البيع ".
لكنّ رئيس بلدية عرسال يلفتُ في الوقت عينه إلى أنّ "عمليات المنافسة بين أصحاب المحال اللبنانيين والسوريين في هذه الحالة موجودة ولا ننفيها، ولكنّها ليستْ سبباً أصيلاً للهمّ المعيشي اللبناني".
وتضمّ بلدة عرسال قرابة الـ/70/ ألف نازحٍ سوريّ يسكنون في قرابة الـ/110/ مخيمات، وفدوا من القصير بريف حمص صيف العام 2013 بعد احتدام المعارك آنذاك بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة.