القاهرة- NPA
ألقت قوات الأمن المصرية القبض على عشرات المتظاهرين ليلة أمس، المُطالبين برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على خلفية اتهامات بالفساد. فيما تم رصد إلقاء القبض على عددٍ من الصحافيين أثناء أداء عملهم، سواء في تغطية الفعاليات السلمية التي شهدتها القاهرة (بمحيط ميدان التحرير) وبعض المحافظات، أو تغطية فعاليات أخرى بمحيط التظاهرات.
واستطاعت "نورث برس" رصد أسماء ثلاثة صحافيين تم إلقاء القبض عليهم خلال تغطية الفعاليات، الأول هو المصور الصحافي عمر هشام، والذي, طبقاً لمقربين له, كان يغطي أجواء مباراة السوبر المصري الذي جمع بين فريقي الأهلي والزمالك بميدان الأوبرا (في محيط مقر النادي الأهلي) قبل أن يتم إلقاء القبض عليه واحتجازه بمجمع الأمن المركزي بمدينة نصر.
وبدأت التظاهرات في ميدان عبد المنعم رياض، المتاخم لميداني التحرير والأوبرا، عقب المباراة مباشرة, وتم إلقاء القبض على هشام لدى تغطيته أجواء المباراة, بالقرب من مكان التظاهرات, لصالح موقع مصراوي. فيما لم يصدر الموقع المملوك لرجل الأعمال نجيب ساويرس, أي بيان بخصوص الواقعة.
كما تم رصد اختفاء الشاب حسين أشرف عبد النبي، بتهمة حيازة كاميرا في ميدان التحرير، وذكر ناشطون زملاؤه، عبر "تويتر" أنه تم إلقاء القبض عليه بالميدان.
كما تم إلقاء القبض على الصحافي إبراهيم الحسيني، وذلك في مدينة المحلة (شمال القاهرة) أثناء تغطيته الاحتجاجات التي اندلعت هناك، كما ذكر الناشط إبراهيم كايروكي، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وترددت أنباء، قبل قليل، عن إلقاء القبض على الصحافي والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، قبل أن يتم نفيها من قبل ابنته سلمى صباحي.
ونقلت تقارير إعلامية، أن عدد المعتقلين بالعشرات، وتفاوتت الأعداد المذكورة بالتقارير ما بين /40/ إلى أكثر من /70/ شخصاً. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلاً عن مصادر أمنية لم تسمها أن /74/ شخصاً "على الأقل" تم اعتقالهم على أثر مشاركتهم بالاحتجاجات الأخيرة.
وتجاهل الإعلام المصري المحلي (الرسمي والخاص) تلك الفعاليات، وتم نقل صور شاغرة لميدان التحرير، ونفي وجود تظاهرات في محيطه أو في أي من المحافظات المصرية، بخلاف الحقيقة الموثقة بالصور والفيديوهات من خلال التظاهرات الليلية التي شارك فيها المئات.
وبموازاة ذلك، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، اليوم (السبت) دعوات لتظاهرات ليلية بعددٍ من المحافظات ومحيط ميدان التحرير.
وبعد ليلة شهدت تظاهرات متفرقة بمحيط ميدان التحرير وبعض المحافظات الأخرى، تعامل معها الأمن المصري بإطلاق الغاز المسيل للدموع وإلقاء القبض على عشرات المتظاهرين المطالبين بتنحي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، شهدت مصر منذ الصباح هدوءاً ملحوظاً، ولم يتم رصد أية فعاليات أو تظاهرات، فيما يُتوقع عودة التظاهرات الليلية.
حساب يحمل اسم "تجمع المهنيين المصريين"، على غرار "تجمع المهنيين السودانيين"، أعلن عن دعوته لتظاهرات ليلية اليوم، وهي الدعوة التي كررها عدد من الناشطين عبر هاشتاغ "ميدان التحرير".
وأصدرت جماعة الإخوان (التي تصنفها السلطات المصرية تنظيماً إرهابياً) دعمها لما وصفته بـ "الحراك الشعبي"، وأصدرت بياناً أكدت فيه "الدعم الكامل والمشاركة في أي حراكٍ جماهيري يعمل على إسقاطِ الحكم العسكري، واستعادة مصر الثورة من جديد"، وفق نص البيان.
وغادر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، مصر، متوجهاً إلى نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة. في الوقت الذي تتزايد فيه حالة الاحتقان الشعبي، عقب كشف المقاول والممثل المصري محمد علي، عن وقائع فساد، مرتبطة بمشروعات القوات المسلحة والقصور الرئاسية، نفاها السيسي في كلمة له بمؤتمر الشباب الأسبوع الماضي، فيما أقر ببناء قصور رئاسية جديدة في إطار ما سمّاه بـ "بناء الدولة الحديثة".