واشنطن تدرس الرد على طهران بسبب هجوم “أرامكو” والأخيرة تحذر

NPA
وسط مخاوف إقليمية وتحذيرات دولية, تدرس الولايات المتحدة الأمريكية الرد على إيران بسبب الهجوم على "أرامكو" بينما الأخيرة تنفي تورطها محذرة واشنطن من أن أي هجوم عليها سيؤدي إلى "حرب شاملة" مع الانتقام الفوري من طهران.
إذ تقدم وزارة الدفاع الأمريكية، (البنتاغون) اليوم الجمعة، مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الوقت الذي يُدرسُ فيه كيفية الرد على ما يقول مسؤولو الإدارة إنه هجوم إيراني غير مسبوق على صناعة النفط في السعودية.
وفي اجتماع مرتقب بالبيت الأبيض، ستُعرضُ على ترامب قائمةٌ بالأهداف المحتملة للضربات الجوية داخل إيران، ضمن ردود أخرى محتملة، وسيتم تحذيره أيضاً من أن العمل العسكري ضد الجمهورية الإسلامية قد يتحول إلى حرب، وفقا لمسؤولين أمريكيين على دراية بالمناقشات والذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.
ومن المحتمل أن يكون اجتماع الأمن القومي أول فرصة لاتخاذ قرار بشأن كيفية استجابة واشنطن للهجوم على حليف رئيسي في الشرق الأوسط.
وقد يعتمد أي قرار على نوع الأدلة التي يستطيع المحققون الأمريكيون والسعوديون تقديمها لإثبات أن إيران أطلقت صواريخ "كروز" وشنت غارات بطائرات مسيرة، كما أكد عدد من المسؤولين بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو.
وقال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إن ترامب "سوف يراجع الحقائق، وسيتخذ قراراً بشأن الخطوات المقبلة. لكن الشعب الأمريكي يمكن أن يكون واثقاً من أن الولايات المتحدة ستدافع عن اهتمامناً بالمنطقة، وسنقف مع حلفائنا."
ومن جهته قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، لعدد قليل من الصحفيين الذين سافروا معه الاثنين الماضي إن مسألة الرد على ذلك "قرار سياسي" ولا يعود للجيش.
وأكد دانفورد أن مهمته هي "تقديم الخيارات العسكرية للرئيس إذا قرر الرد بقوة عسكرية."
وقال إن ترامب يريد "مجموعة كاملة من الخيارات". مضيفاً "لدينا قوات عسكرية في الشرق الأوسط ونقوم بالكثير من التخطيط ولدينا الكثير من الخيارات".

تحذير إيراني
نفت طهران تورطها بالهجوم على "أرامكو"  وحذرت الولايات المتحدة من أن أي هجوم سيؤدي إلى "حرب شاملة" مع الانتقام الفوري من طهران.
وقال يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، اليوم الجمعة، إن "رد إيران على أي عدوان أمريكي سيكون من البحر الأبيض المتوسط وحتى المحيط الهندي".
وأكد: "إذا فكر الأمريكيون في أي مؤامرات، فإن الأمة الإيرانية سترد من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي".
بدوره قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم، إن الولايات المتحدة وحليفتيها السعودية والإمارات تريد محاربة إيران "حتى آخر أمريكي".
وأضاف: "لا ترغب إيران في شن الحرب، لكننا سندافع دائما عن شعبنا وأمتنا".

معلومات جديدة
كشف مسؤول تنفيذي في شركة "أرامكو" السعودية اليوم الجمعة، معلومات جديدة عن الهجوم الذي استهدف منشآت نفطية في السعودية السبت الماضي، والذي أدى إلى خفض إنتاج المملكة بنحو النصف.
حيث نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول تنفيذي في الشركة السعودية، أن الهجوم على منشأة خريص النفطية استهدف /4/ مواقع في مصانع إنتاج النفط.
وقال المسؤول السعودي إنه وفي الوقت الذي كان فريق من "أرامكو" يتعامل مع الحرائق الأولى توالت المزيد من الضربات وجرى إجلاء /110/ موظفاً فوراً.

مخاوف إقليمية
في ظل تصاعد التوتر في المنطقة والهجوم الذي تعرضت له منشآت نفطية سعودية لهجمات، نتجت مخاوف إقليمية, حيث أصدر وزير الدولة لشؤون الخدمات ووزير التجارة والصناعة الكويتي خالد الروضان، اليوم الجمعة، قراراً يقضي برفع المستوى الأمني للمرافق المينائية في البلاد.
ونص القرار الوزاري على "رفع المستوى الأمني لموانئ البلاد جميعها سواء النفطية أو التجارية". حسب ما نقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عن مؤسسة الموانئ الكويتية.
ودعا رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك، في وقت سابق، الجهات الأمنية والعسكرية إلى "تشديد الإجراءات الأمنية حول المواقع الحيوية داخل الكويت"، وفق ما نشرت صحيفة الرأي الكويتية.

قفزة الأسعار
تتجه أسعار النفط هذا الأسبوع لتسجيل قفزة بنسبة تزيد عن 7%، وهو أكبر ارتفاع أسبوعي في أشهر، وارتفعت الأسعار يوم الأربعاء الماضي، بفعل التوترات الجديدة في الشرق الأوسط.
وانخفض إنتاج السعودية بنحو النصف بعد هجوم السبت، الذي عطل منشأة كبيرة لمعالجة النفط.
وتعهد وزير الطاقة السعودي باستعادة المستوى السابق للإنتاج بحلول نهاية الشهر الجاري، والوصول بالطاقة الإنتاجية إلى /12/ مليون برميل يوميا بحلول نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، بعد أن انخفض إنتاج السعودية بعد هجوم السبت بنحو /7.5/ مليون برميل يومياً.
وتعرضت السعودية، في وقت مبكر من السبت الماضي، لهجوم واسع استهدف منشأتين نفطيتين لشركة "أرامكو" العملاقة شرق البلاد، وهما مصفاة بقيق لتكرير النفط وحقل هجرة خريص، تبنته جماعة "أنصار الله" الحوثية اليمنية، التي قالت إن العملية نفذت بـ /10/ طائرات مسيرة.