مسؤولون أمريكيون يتهمون إيران بـ”الهجمات على السعودية” والأخيرة ترفض الاعتراف بأن إيران فعلتها

NPA 
أفاد كبار المسؤولين الأمريكيين في تصريحات للإعلام الأمريكي بأن إيران ومن أراضيها هي من استهدف الأراضي السعودية عبر طائرات بدون طيار وصواريخ "كروز" انطلقت من جنوب إيران مستهدفةً أكبر منشأة نفطية في العالم وهي معمل "بقيق"، وحقل "خريص" النفطي، بينما كانت الدفاعات الجوية السعودية موجهة جنوباً لمنع الهجمات من اليمن. 
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض صباح الاثنين، "السعودية غاضبة وتعتبر ما حدث كبيراً جداً واعتداء بمثابة هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة". 
كما كرر براين هوك المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، مقاربة ترامب، فقال لصحف أمريكية إن الهجوم الأخير على "أرامكو" اعتبرته السعودية "اعتداء هائلاً تماماً كما نعتبر هجمات الحادي عشر من سبتمبر". 
ورغم الغضب السعودي، ورغم التلميحات والتصريحات الأمريكية بأن إيران هي من خطط للهجوم وشنه، لم تتهم السعودية إيران بالهجمات، كما لم تفعل حليفتها وشريكتها في الحرب في اليمن، الإمارات التي تقف على مسافة من الهجمات على "أرامكو". 
ولا تتوقف مأساة الهجوم على أن صواريخاً دمرت جزء لا يستهان به من أكبر منشأة نفطية في العالم، بل تأتي مأساة الهجوم من أنها تؤكد على فشل حرب اليمن. حيث اتفقت واشنطن كلها بمن في ذلك تصريحات بومبيو على أن أي اعتداء على اليمن أو الحوثيين من قبل السعودية كرد على الهجوم لن يكون أمراً مقبولاً "ما يعنيه هذا  تمسك أمريكي بوقف السعودية عن حربها في اليمن التي لم تحقق الهدف الأساسي وهو وقف الحوثيين عن الاعتداءات على الأراضي السعودية وإعادة الحكومة الشرعية إلى اليمن". 
كما أن الاعتداء على منشأة الشركة النفطية السعودية "أرامكو" جاء في وقت كانت تتحضر فيه الشركة للطرح العالمي في الاكتتاب وبيع /٥/ بالمئة من قيمتها للقطاع الخاص، الخطوة التي كانت من أهم رؤى ولي العهد محمد بن سلمان، فبعد إقالة وزير الطاقة السابق خالد الفالح الذي كان رافضاً لفكرة طرح الشركة في الاكتتاب العام، وتعيين أحد أبناء الملك سلمان، الأمير عبد العزيز بن سلمان، أعلنت وزارة الطاقة وذلك قبل أيام من الهجمات أنها ستمضي قدماً في طرح "أرامكو" للاكتتاب، لتهتز الثقة العالمية باستقرار الشركة وأمن منشآتها بعد الهجوم على منشأة "أرامكو" الأكبر. 
وفي أول ردَّات الفعل المبطن للسعودية في محاولة منها لجرِّ الولايات المتحدة إلى المواجهة مع إيران، كان بالتهديد للاقتصاد الأمريكي، حيث أعلنت السعودية وقف نصف إنتاجها النفطي ما يعنيه ذلك ارتفاع أسعار الوقود في الولايات المتحدة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود فعلاً لمدة يوم واحد فقط في أمريكا، إلا أن ترامب وبعد مكالمة هاتفية مع ولي العهد السعودي وبعد أن توعّد ترامب باستخدام الاحتياطي النفطي الأمريكي لتجنب رفع الأسعار، تراجعت السعودية تماماً في خطابها عن التوعد بسحب نفطها من السوق العالمية لتعود وتهبط أسعار النفط إلى سابق عهدها صباح الثلاثاء، بحسب ما أوضح الرئيس ترامب للصحفيين في البيت الأبيض. 
أما عن الرد على الاعتداء الذي لم تصرح السعودية بعد من يقف ورائه، فبدأ يخلق جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية الأمريكية بعد تصريحات متذبذبة من الرئيس ترامب الذي أعلن أولاً "لم أعد السعوديين بالحماية" ثم قال "لا يعنينا نفط الشرق الأوسط بعد أن أصبحنا أول مصدِّر للنفط في العالم، ولكن وعدت حلفائنا بالمساعدة ولكن يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم وفي مقدمتها أن يدفعوا لنا ثمن الحماية"، حيث يرفض الأمريكيون توجه الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران لحماية السعودية.  
ومع مرور الأيام دون أن تعلن السعودية عن مسؤولية إيران عن الحادثة، خرجت بعد ظهر الثلاثاء نبرة أقل حدة من البيت الأبيض تجاه لوم إيران وتوجيه الاتهام المباشر لها، حيث قال نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض هوجان جيدلي في آخر تصريح من الإدارة حول الهجوم، إن "الرئيس يتوخى الحذر في الإعلان عن التقييم النهائي حول من قام بالهجوم على السعودية"، مضيفاً بأن "الرئيس لا يقوم بإطلاقات دون تقديم أدلة كافية للشعب الأمريكي حتى لا يُتهم بأنه رجل حرب وهو ليس كذلك".