NPA
عقب الهجوم الذي ضرب مصانع النفط السعودية، أعلنت الولايات المتحدة استعدادها للردّ على الهجوم, بينما الأمم المتحدة دعت الأطراف إلى ضبط النفس, وسط تحذيرٍ من الاتحاد الأوروبي من وجود تهديدٍ حقيقيٍ في الشرق الأوسط.
وتتهم الإدارة الأمريكية السلطات الإيرانية بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف السعودية، على الرغم من تبني جماعة الحوثي مسؤولية تنفيذ العملية، حيث أشارت المصادر الأمريكية بوجود /19/ نقطة تعرضت للضرب في الهجوم، وأنّ الأدلة تُظهر أنّ منطقة الإطلاق كانت في الاتجاه الغربي والشمالي الغربي للأهداف – ناحية إيران – وليس اليمن في الجنوب.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن أمس الأحد، أنّ الولايات المتحدة "على أُهبة الاستعداد" للردّ على الهجوم الذي استهدف البنية التحتيّة النفطيّة السعوديّة.
وقال ترامب على تويتر إنّ "إمدادات النفط في السعوديّة تعرّضت لهجومٍ, وهناك سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأنّنا نعرف المُرتكب، لكننا ننتظر من المملكة السعودية أن تُخبرنا مَن تعتقد أنّهُ سبب هذا الهجوم، وبأيّ أشكالٍ سنمضي قُدماً".
من جهتها أدانت الأمم المتحدة أمس الأحد، الهجوم على منشأتي النفط بالسعودية, ودعت الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات "ضبط النفس" ومنع حدوث أي تصعيدٍ.
وقال المتحدّث باسم الأمين العالم للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ستيفان دوجاريك، في بيانٍ: إنّ الأمين العام "يدين هجمات يوم السبت على منشأتي النفط التابعتين لأرامكو في المنطقة الشرقية بالسعودية."
وتابع دوجاريك أنّ "الأمين العام يدعو كل الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ومنع حدوث أي تصعيدٍ في ظل تصاعد التوتر وإلى الالتزام الدائم بالقانون الدولي الإنساني."
التهديد الحقيقي
قالت المتحدّثة باسم السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني في بيانٍ صحفي بأنّ "الهجوم الذي شُنّ بطائراتٍ بدون طيار على منشأتي نفط أرامكو في السعودية يمثل تهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط".
وأكّدت موغريني "في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات في المنطقة، فإنّ هذا الهجوم يقوّض العمل المتواصل لوقف التصعيد والحوار". داعيةً إلى أقصى درجات ضبط النفس ووقف التصعيد ولكن دون الخوض في المزيد من التفاصيل.
بينما تشير التقارير الدولية بأنّ هذا الهجوم سيعرقل تدفق إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية بصورةٍ كبيرةٍ، حيث أكّدت شركة "أرامكو" السعودية الحكومية أنّ الضربات خفّضت إنتاج النفط بنحو /5.7/ مليون برميل يومياً، في الوقت الذي تستعد فيه لطرح أسهمها في البورصة التي من المتوقع أن تكون الأكبر في العالم.
ردٌّ إيراني
نفت السلطات الإيرانية على لسان المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الاتهامات الأمريكية ووصفها بأنّها "فارغة".
وفي سياق التهديدات الأمريكية حذّر قائدٌ بارزٌ بالحرس الثوري من أن إيران مستعدةٌ لحربٍ "شاملةٍ".
بينما كشفت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران بأنّها هاجمت منشأتين في قلب صناعة النفط السعودية السبت الماضي وأثرت على أكثر من نصف إنتاج المملكة، وكانت الجماعة قد هدّدت في أيار/مايو بمهاجمة /300/ هدفٍ عسكريٍ في السعودية والإمارات العربية المتحدة واليمن.
من جانبه صرح مسؤول مخابرات عراقي رفيع لموقع "ميدل إيست آي" بأن الضربات التي استهدفت شركة "أرامكو" النفطية تمت بواسطة طائرات مسيرة إيرانية أطلقت من معسكرات للحشد الشعبي في الجنوب العراقي.
وقال المسؤول العراقي إن "الضربات كانت ردا على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت معسكرات للحشد الشعبي ومواكبه في آب/أغسطس الماضي، والتي تم تنسيقها وتمويلها من قبل السعوديين. كما أنها كانت رسالة من إيران إلى الولايات المتحدة وحلفائها بأنه لن ينعم أحد بالاستقرار في المنطقة مادامت الضغوط والعقوبات تمارس على إيران".
وكان المتحدّث الأمني بوزارة الداخلية السعودية قد صرح، السبت، بأنّه "عند الساعة الرابعة من صباح السبت، باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو بإطفاء حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائراتٍ بدون طيار "درون"، حيث تمت السيطرة على الحريقين والحدّ من انتشارهما، وقد باشرت الجهات المختصة التحقيق في ذلك".