صحافي إسرائيلي: أمريكا غير مرتاحة من الضربات الإسرائيلية على العراق

رام الله – NPA
كشف الصحافي الإسرائيلي المتخصص بالشؤون العسكرية إيال عاليمة ل"نورث برس"، أنّ هناك عدم ارتياحٍ من الولايات المتحدة إزاء الضربات التي نفذتها اسرائيل في العراق خلال الشهرين الماضيين.
وقال عاليمة إن مبادرة أطرافٍ أمريكيةٍ للإعلان عن أنّ إسرائيل هي من تقف وراء الضربات الأخيرة في العراق ضدّ أهداف قيل أنّها تابعة لميليشات مقربة من ايران، كانت تعبيراً واضحاً عن عدم الارتياح الأمريكي من هذه الهجمات.
ويُنسب إلى إسرائيل تنفيذ "أربع" ضرباتٍ جويةٍ ضدّ أهداف على الأراضي العراقية خلال الشهر الماضي وحده.
ويتابع عاليمة "يبدو أن هناك تضارب مصالح بين أمريكا وإسرائيل ولم تتوافقا فيما يتعلق بضربات العراق الأخيرة".
ووفق معلومات "نورث برس" فإن الضربات الإسرائيلية بالعراق كانت أحد ملفات الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي أقاله قبل أيام، حتى أن ترامب أقرّ بنفسه أنّ هناك خلافاتٍ شديدةً بينه وبين مستشاره المقال حيال العديد من المقترحات دون أن يفسرها أكثر.
وبحسب المتابعات؛ فإن الخلافات بين ترامب وبولتون، كانت مرتبطةً بإيران ودخول إسرائيل على خط العمليات في العراق، حيث جاء التطور الأخير بعد اجتماع بولتون مع الإسرائيليين في حزيران/يونيو الماضي على هامش الاجتماع الأمني الثلاثي الذي جمع الطرفين بالجانب الروسي بالقدس المحتلة.
ويقول مصدر سياسي مقيم في واشنطن لـ"نورث برس" إنّ أمريكا تريد استتباب الأمور بالعراق واستقراره، ويعتبر المصدر أنّ إدارة ترامب تعتقد أنّ إضافة العامل الإسرائيلي إلى المعادلة الحساسة جداً في العراق، من شأنه أن يزعزع هذا الاستقرار بغض النظر عن مبرّر إسرائيل في شنّ هذه الهجمات، وهو منع إيران من التمركز بالعراق على غرار سوريا.
مع العلم أن هناك تفاهما أمريكياً-إسرائيلياً تقليدياً، يقضي بامتناع تل أبيب عن تنفيذ هجمات طيلة السنوات الماضية على العراق حتى تلك المناطق الحدودية بين سوريا والعراق؛ لأن الأخير من مسؤولية الولايات المتحدة، وأن تقتصر غاراتها على سوريا فقط.
من جهة أخرى، باتت الأقلام الإسرائيلية تتحدّث بجلاء أكبر عن اختلاف وجهتي نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يتعلق بالمسألة الإيرانية، وخاصةً فيما يتعلق بالجانب التكتيكي وإمكانية إطلاق مفاوضات بين واشنطن وطهران، خلافاً لرغبة الدولة العبرية.
وكتبت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، الأربعاء الماضي، بعنوان "ترامب ضدّ نتنياهو" عن ذلك، قائلة، إنّه بعد ثلاثة أعوام كان خلالها تأثير نتنياهو في المسألة الإيرانية واضحاً على ترامب ومحيطه، يُلاحظ تراكم مؤشراتٍ تشير إلى تغيّر التوجّه في واشنطن.
وعدّدت الصحيفة هذه المؤشرات، مبيّنة أنّه قبل أسابيع دُعي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى قمة الدول الصناعية السبع في فرنسا، والتي حضرها ترامب أيضاً. وخلال الأسبوع الماضي في لندن، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر: "يبدو أنّه بمعانٍ متعددةٍ تقوم إيران بخطواتٍ تتوجه فيها نحو وضع يمكن فيه إجراء محادثات، وآمل أن يجري هذا حقاً." ثم قبل يومين، قال ترامب نفسه إنّ ليس لديه مشكلة إطلاقاً في الاجتماع بالرئيس الإيراني، وإنّ اجتماعاً من هذا النوع يمكن أن يحدث.
هذه الرسالة اختار ترامب أن يبعث بها بعد ساعاتٍ معدودةٍ من المؤتمر الصحافي الخاص الذي عقده نتنياهو, على غرار المؤتمر الذي عقده في حينه كي يدفع ترامب إلى الانسحاب من الاتفاق, وأعلن فيه أنّ إسرائيل عثرت على منشآتٍ أُخرى استُخدمت في المشروع النووي الإيراني. وهو مؤتمر دعا نتنياهو فيه المجتمع الدولي إلى أن "يستيقظ ويفهم أنّ الإيرانيين يكذبون طوال الوقت".
يبدو كلام ترامب كرفض لدعوة نتنياهو، كما أن استعداده للاجتماع بروحاني يضعه في صفٍ واحدٍ مع المجتمع الدولي، بزعامة فرنسا، والذي يطالب بالعودة إلى مسار المفاوضات. وقبل أيامٍ قليلةٍ ذهب ترامب بعيداً وأقال مستشاره للأمن القومي جون بولتون – العنصر الأكثر صقرية في الموضوع الإيراني.