بيروت ـ ليال خروبي ـ NPA
عاد المشهد الميداني في جنوب لبنان ليسخنَ مجدَّدا مع إعلان حزب الله مسؤوليته عن سقوطِ مُسيَّرةٍ إسرائيليةٍ في بلدة رامية، في وقتٍ اكتفى الحزبُ ببيانٍ مقتضبٍ سرد فيه زمان ومكان العمليّة والكيفية المتمثّلةِ "بالأسلحة المناسبة"، ولم يكشف صورها ودرجة تطورها وإن كانت مذخّرة أم لا حتى الساعة، في انتظار إطلالة أمينه العام حسن نصرالله المرتقبة يوم غدٍ الثلاثاء بمناسبة العاشر من محرَّم والتي يُرتقبُ أن تحمل توضيحاتٍ حول العملية.
وفي الشكل وُضعت العملية في سياق تنفيذ تهديد نصرالله السابق باستهداف المُسيَّرات الإسرائيلية التي تخرق الأجواء اللبنانية ردَّاً على هجوم المُسيَّرتين على الضاحية الجنوبية لبيروت معقل الحزب نهاية آب/أغسطس الماضي، ولكنّ المُعطيات الميدانية على طول الخارطة الملتهبة من سوريا إلى العراق إلى لبنان تشي بأنَّ حرباً حقيقيةً تحصل بعيدا عن الأطُر التقليدية للحرب، فخبرُ استهداف المُسيَّرة الإسرائيلية في جنوب لبنان تزامن مع غارات جوية استهدفت مواقع للقوات الإيرانية ومجموعات موالية لها بمنطقة البوكمال بمحافظة دير الزور شرق سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أحصى مقتل /18/ شخصاً في الغارات.
وبهذا الخصوص يؤكّد الخبير العسكري سمير الحسن لـ"نورث برس"، أنّ المنطقة دخلت مرحلةً جديدةً من المواجهة فرضتها الاستراتيجية الإسرائيلية المتمثلة بالضربات الجزئية المتنقلة على أكثر من جبهة دون الدخول بحرب تقليدية واسعة وشاملة"، مضيفا أنَّ "الحديث عن حملةٍ انتخابية لنتنياهو في أرض الميدان هو كلام غير دقيق، فنتنيتاهو يستفيد انتخابيا من تحركاته الميدانية، لكن ما يجري هو خيار استراتيجي للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية".
كما لفت الحسن إلى أنَّ "حزب الله باستهدافه المُسيَّرة الإسرائيلية تجاوز قواعد الاشتباك الموضوعة بحكم الواقع منذ عام 2006 وثبّت قواعد جديدة متمثلة بالدفاع الجوي التي تعد التجربة الأولى في تاريخ لبنان، لأن أحدا لم يُقدم على كسر التفوق الجوي الإسرائيلي منذ بدء الحروب الاسرائيلية على لبنان".
أما بشأن تكتم الحزب على تفاصيل العملية يشرح الحسن بأنَّ "حزب الله اعتاد أن يكشف عن منظومته العسكرية بالتدرج، وليس شرطا أن يكشف عن قوة الردع الجوي لديه دفعةً واحدةً".
وعن احتمالات تدحرج الأمور إلى حرب شاملة لم يستبعد الحسن هذا الاحتمال معرباً عن اعتقاده بأنَّ "احتمالات انفلات الأوضاع الميدانية واردٌ دائماً لأنه لا أحد يستطيع أن يضمن بشكل دائم انحسار تداعيات أي مواجهة موضعية محدودة كما حصل الأسبوع الماضي بعد استهداف الحزب آلية إسرائيلية في مستوطنة أفيفيم".