تصعيد في الضفة وغزة.. القذائف الصاروخية تعود للمشهد

رام الله – NPA
تشغل جبهة غزة والضفة الغربية بال الجهات الأمنية في تل أبيب في الفترة الأخيرة؛ إذ عاد إلى الواجهة مجدداً مشهد إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع باتجاه المستوطنات المحاذية ثم الرد الإسرائيلي بقصف اهداف في غزة، بموازاة تصاعد العمليات الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية في مناطق الضفة بشكل أكبر من السابق.
فقد قصفت الطائرات الإسرائيلية عدة أهداف في قطاع غزة تابعة ل"حماس" و"الجهاد الإسلامي"، فجر السبت، وذلك رداً على إطلاق خمس قذائف صاروخية صوب "مستوطنات الغلاف"، تم اعتراض أربعة منها، فيما سقطت احداها في بلدة "سديروت" ما أدى إلى اندلاع حريق وخسائر مادية.
وفي تطور ميداني لاحق بالضفة، أصيب إسرائيلي ستيني وابنه في عملية طعن بسكين بالقرب من قرية عزون بمحافظة قلقيلية، ظهر السبت. وتحقق قوات الأمن الإسرائيلية في جميع الاتجاهات ولا تستبعد أن تكون عملية الطعن قد نُفذت على خلفية "أمنية". في حين وصفت حالة الإبن وهو شاب في السابعة عشرة من العمر بالخطيرة، فيما وصفت حالة والده بالطفيفة.
وقد وقعت في الآونة الأخيرة العديد من العمليات في الضفة أدت لمقتل إسرائيليين، بينها لأول مرة وبعد غياب لسنوات، تلك العملية "المشهدية" التي استندت على تفجير عبوة ناسفة قرب رام الله.
وبالرغم من مرور أكثر من أسبوع على اعتقال الخلية التي خططت ونفذت العملية التفجيرية، إلا أن هناك غموضاً اسرائيلياً يشوب التفاصيل، حيث لم تنشر الأجهزة الأمنية في تل أبيب أي معلومات بخصوصها حتى اللحظة، ما يوحي أنه يُنظر إلى الخلية بطريقة مختلفة وربما تكون مرتبطة بجهات تنظيمية فلسطينية أو خارجية.
المحلل السياسي الإسرائيلي شاؤول منشة قال ل"نورث برس"، إن المؤكد من التحقيقات التي يجريها الأمن الإسرائيلي بخصوص عمليات الضفة، هو أن الأخيرة بمعظمها تقع بمبادرات شخصية مِن منفذيها، أي دونما تنسيق وإعداد من قبل حزب فلسطيني بعينه، غير أن عمليات "الطعن" الفردية تحظى بمباركة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
في حين أن ما يجري أيام الجمعة من مسيرات قرب الجدار بغزة وكذلك إطلاق صواريخ اتجاه البلدات الإسرائيلية، واحدثها ما جرى ظهر السبت من إطلاق طائرة مسيرة وتحمل متفجرات اتجاه مركبة عسكرية إسرائيلية ما ادى لأضرار بها، يشير إلى أن ثمة غموضاً وإبهاماً يكتنف موقف حماس بهذا الشأن.
ويتابع منشة: "حماس تتلقى الأوامر من ايران بتصعيد الميدان في غزة.. واذا رفضت حماس والجهاد، فإنها ستقطع عنها المعونة". ولهذا، يفرق شاؤول منشة في العموم بين سياق التصعيد في الضفة وكذلك في غزة، وإن تقاربت في بعض العمليات المنظمة.
ويستبعد منشة أن يقود التصعيد الحاصل في الأراضي الفلسطينية إلى حرب على القطاع، لسببين؛ الأول هو أن كلاً من إسرائيل و"حماس" لا يريدان الحرب. وأما السبب الثاني لاستبعاد الحرب؛ هو أن الأخيرة لا تحظى بدعم عربي وعالمي.