حزب الله وإسرائيل يكسران الخطوط الحمراء ثم يتبادلان رسائل السّلم برعاية روسيّة

رام الله – NPA
تبدو الجبهة الشمالية ذات الصلة بين إسرائيل وحزب الله وقد تصدّرها الترقب حتى بعد وقوع ردّ حزب الله العسكري الذي شهدناه قبل يومين، عبر قصف آليه إسرائيلية، انتقاماً لمقتل اثنين من مقاتليه في قصف إسرائيلي لقرية "عقربا" بالجولان السوري مؤخراً.
هذا الردّ لم يلجم المخاوف من تفجُر الميدان مرة أخرى، وإن كانت مجريات الردّ الأخير أوحت بتخفيف حجم التوتر القائم بين لبنان وإسرائيل.
أمين عام حزب الله حسن نصر الله قال في كلمته أمام أنصاره الليلة الماضية، إنّ الحزب تمكّن من "كسر أحد أكبر الخطوط الحمراء لإسرائيل" خلال عقود، وذلك في إشارة إلى أنّ الحزب قصف هدفا إسرائيليا داخل أراضي 48، وليس في الأرض اللبنانية المحتلة مثل مزارع شبعا.
بيدَ أنّ الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي نظير مجلي قال لـ"نورث برس" إنّ إسرائيل هي التي اخترقت الخطوط الحمراء، قبل حزب الله، وذلك عندما أرسلت طائرتين مسيرتين إلى قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل تَفجرِ إحداهما وسقوط أخرى.
ويوضح مجلي أنّ كسر إسرائيل للخطوط الحمراء ليس في صالح حزب الله؛ فالجيش الإسرائيلي من خلال عملية "الطائرتين المسيّرتين" كسر القوالب المتوافق عليها بين تل أبيب وبيروت، والتي منعت التوتر والمواجهة بين الطرفين لسنوات طويلة.
لكن إعلان حزب الله بأنّ الردّ الذي وقع قبل يومين ضد آلية إسرائيلية، كان بمثابة الانتقام لمقتل اثنين من عناصره في قصف إسرائيل لهدف في "عقربا" بالجولان، قد جعل الحساب مفتوحاً، والمسألة لم تنتهِ بعد ما دام لم يردّ حتى اللحظة على هجوم طارئتي الاستطلاع على الضاحية الجنوبي".
بالمقابل، تهدّد إسرائيل بردّ قوي إذا كان هناك ردّ آخر من حزب الله ضد هدف إسرائيلي ما في الأيام القادمة، خاصة إذا ما اضطر الحزب لتنفيذه نظراً لحسابات داخلية من أجل إرضاء أنصاره ولإسكات "سخرية معارضيه" إزاء ردّه الأول الذي اعتبروه قد فشل في تحقيق هدفه ولم يسفر عن قتلى أو إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي.
على العموم، يرى الكاتب الصحفي المقيم في إسرائيل نظير مجلي في حديثه لـ"نورث برس" أنّ هناك رسائل تم تبادلها بين حزب الله وإسرائيل عبر وسطاء، كان آخرها، عبر روسيا التي نقلت رسالة هذا الأسبوع وقبل يوم من وقوع ردّ الحزب، مفادها "أنّ كلاً من حزب الله وإسرائيل لا يريدان الحرب، وأن الردّ سيكون محدوداً ومحسوباً".
ويوضح مجلي أنه ايضاً بالنسبة للجيش الإسرائيلي، هناك حسابات داخلية، تتمثل بعدم رغبته بتوظيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتوتر بالجبهة الشمالية، لصالح معاركه ومصالحه الانتخابية والحزبية. فالجيش الإسرائيلي هو الآخر يعمل بشكل محدود ومحسوب.