“سعادة” حزب الله وإسرائيل أنهت التوتر في الجبهة الشمالية

رام الله ـ  NPA
ساعة وما يزيد من جولة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل شهدتها المنطقة الحدودية لجنوب لبنان، في أعقاب تنفيذ الحزب "رده الموعود" على مقتل اثنين من مقاتليه جراء القصف الإسرائيلي الذي طال هدفاً في قرية عقربا بالجولان السوري الأسبوع الماضي.
إسرائيل تشعر بعد هذا التصعيد بـ"السعادة"؛ لأنها- كما تقول- كانت مستعدة بشكل جيد لرد حزب الله، الأمر الذي حال دون وقوع قتلى وجرحى في صفوفها، وهو الأمر الذي يكذبه الحزب ويقول "إنه أوقع قتلى وإصابات جراء استهداف آلية إسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود".
وسائل إعلام عبرية ذكرت أن ما ظهر من صور لجنود إسرائيليين مصابين يتم نقلهم بطائرة هيلكوبتر عسكرية إلى المستشفى، كانت بمثابة "تمثيلية" لإيهام حزب الله بسقوط إصابات جراء القصف بثلاث قذائف مضادة للدروع، وبالتالي يعمل على "امتصاص الرد" على هذا النحو.
حزب الله هو الآخر يشعر بالسرور؛ لأنه حقق رده على أرض الواقع، وجسد حالة من "التكافؤ العسكري"، وفق تعبيره.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل اكتمل رد حزب الله؟.. وهل اكتفت إسرائيل بردها على "رد الأمس"؟
المحلل السياسي الإسرائيلي ايلي نيسان قال لـ"نورث برس"، إنه يمكن القول إن أمين عام حزب الله حسن نصر الله قد أوفى بعهده، ورد على استهداف إسرائيل لعناصره في قرية "عقربا" بالجولان، لكن نيسان أكد أن "الحساب لا يزال مفتوحاً"؛ خاصة وأن الحزب قال إنه رد فقط على قصف "عقربا"، ولم يرد حتى اللحظة على إرسال طائرتي الاستطلاع الإسرائيليتين "المفخختين" إلى ضاحية بيروت الجنوبية.
ومن ناحية نتنياهو، فإنه اعتبر عدم سقوط قتلى في صفوف الجيش ثم عملية القصف الإسرائيلي المكثف لمناطق حدودية لبنانية، قد شكل إنجازاً بالنسبة له، ما يعني أنه اكتفى بهذا الرد في هذه المرحلة .
ويتابع نيسان "لا أحد يريد تصعيد الأوضاع بالمنطقة، فحزب الله غير معني بالحرب لأن وضعه المالي سيء نتيجة العقوبات والتضييقات الاقتصادية المفروضة عليه، علاوة على الخسائر البشرية التي منِّي بها في سوريا".
كما وتسعى إسرائيل لتلافي الحرب لأنها تقف على عتبة الانتخابات العامة بعد اقل من أسبوعين.. بيدَ أنّ ايلي نيسان شدد على أن هناك "خطوطاً حمراء"، وإذا ما تم تجاوزها من حزب الله على صعيد توفر معلومات استخباراتية بشأن صواريخ "دقيقة" واستراتيجية، فإن إسرائيل لا تقف "مكتوفة الأيدي".
وحول ما إذا كانت الأمور قد انتهت عند هذا الحد، قال نيسان إنها "كانت جولة واحدة، لا أدري ماذا سيحدث بالمستقبل بعد ساعتين من التصعيد الذي شهدناه أمس. إذا خرق حزب الله الخطوط الحمراء طبعاً لن تستطيع إسرائيل السكوت".
في المقابل، اعتبر الخبير العسكري اللبناني المقرب من حزب الله اللواء المتقاعد أمين حطيط، في حديث لـ"نورث برس"، أن رد الحزب كان كافياً بما جرى أمس، مشيراً إلى أن الحزب واثق من سقوط ما لا يقل عن "أربعة جنود إسرائيليين" بين قتيل وجريح نتيجة رده العسكري، بالرغم من نفي تل أبيب.
وبشأن ما تبقى من رد لحزب الله، أوضح اللواء حطيط أنه يتعلق بالمواظبة على استهداف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في سماء لبنان كلما حانت الفرصة في قادم الأيام.