صحافي إسرائيلي: التأهب في الحدود الشمالية مع لبنان رسالة بأننا جاهزون للحرب

رام الله – NPA
تتواصل عملية التأهب القصوى التي أعلنها الجيش الإسرائيلي في المنطقة الشمالية منذ أيام، حيث أرسل قوات إضافية لمنطقة الحدود الشمالية مع لبنان، في ظل استمرار تصاعد التوتر مع حزب الله، والخشية من رد الأخير على هجوم ضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الماضي بطائرتي استطلاع إسرائيليتين.
الصحافي الإسرائيلي يعقوب عيزرا قال لـ"نورث برس"، إن التأهب جاء في أعقاب التهديدات الصادرة عن حزب الله بالرد على هجوم المسيّرتين في الضاحية، لكن عيزرا وضع هذا التأهب في سياق رسالة تل أبيب بأن إسرائيل جاهزة ومستعدة لكافة السيناريوهات بما فيها الحرب الشاملة.
ويتابع عيزرا "لا يمكن لإسرائيل أن تسكت على أي مخاطر اتجاه أمنها، ولهذا تتحسب للرد من أي جهة معادية منها".
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت عن إرساله قوات إضافية للقيادة الشمالية في ظل استمرار تصاعد التوتر مع حزب الله اللبناني.
إسرائيل والحرب
ونوه يعقوب عيزرا في الوقت ذاته، إلى أن الدولة العبرية لا ترغب بالحرب، مشيراً إلى أن "الموقف الرسمي يتحدث عن حق الدفاع عن النفس وأن إسرائيل تستهدف كل من يخطط للمس بأمنها، ولكن إذا اقتضت الضرورة وفرضت عليها الحرب، فلن تتردد بخوض حرب بكل الجبهات".
واعتبر عيزرا أن الرسائل الإسرائيلية التي تم البعث بها إلى الدولة اللبنانية وحزب الله، تدل على أن إسرائيل لا ترغب بالحرب في هذه المرحلة وهي ذاهبة للانتخابات، مضيفاً "أن تل أبيب تعمل من منطلق الدفاع عن النفس وليس البحث عن حروب ستكلف الجميع خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات".
ويوضح عيزرا أن إسرائيل تسعى من خلال الأطراف الفاعلة في المنطقة لا سيما أمريكيا وروسيا وحتى دول عربية، للمساهمة في خفض مستوى التوتر مع إيران وحزب الله لتجنب مخاطر الحروب على شعوب المنطقة.
من ناحيته، قال المحلل السياسي شاؤول منشة لـ"نورث برس"، إنه بالرغم من حالة التأهب الشديدة في الجبهة الشمالية، فإن التقييم العسكري للوضع هو أن الطرفين (إسرائيل وحزب الله) لا يريدان تدهور الأوضاع لتصل إلى الحرب، لكن الأخيرة قد تشتعل على عكس رغبة هذه الأطراف.
واستذكر منشة حرب لبنان 2016، التي اندلعت بالرغم من محاولة إسرائيل وحزب الله تفاديها، حتى أن الأمين العام الحزب حسن نصر الله، كان قد صرح في أعقاب الحرب، قائلاً: "لو كنت أدري أن خطف الجنديين الإسرائيليين سيؤدي للحرب لما فعلت ذلك".
لكن منشة يستنتج من حديث نصر الله الليلة الماضية بأن "الرد سيكون محدوداً ومدروساً" بحيث لا يشعل حرباً، عدا أن منشة يعتقد بأن قرار الحرب هو بيد إيران وليس نصر الله، وفق اعتقاده، معتبراً أن طهران غير معنية بالحرب على الرغم من أنها تحاول تعزيز قدرة حزب الله.