باحت أمريكي لـ “نورث برس”: اللقاء بين روحاني و ترامب مستبعد في المرحلة الراهنة.
واشنطن – هديل عويس – NPA
يقول بهنام بين تاليبو، رئيس الملف الإيراني في معهد FDD في واشنطن, في حوار لـ "نورث برس" إن تصريح بولتون الأخير حول عدم تغير الموقف الأمريكي من إيران يؤكد أن الادارة الأمريكية لن تُجري تغييراً ملموساً على سياساتها في الملف الإيراني, على الأقل, حتى الانتخابات القادمة في كانون الأول/ديسمبر 2020, حيث أن أي تنازل ورفع للعقوبات عن إيران يعني التفريط بكل الضغوطات والأثر الذي تحقق من حملة الضغوط القصوى طيلة الفترة الماضية ما يعني ذلك أن 2020 ستبدو شبيهة جداً بالـ 2009 وستقود إلى اتفاق جديد مع إيران.
ويرى بين تاليبو أن الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران قادت إلى اضعافها على عدة مستويات، وحتى لو لم تستهدف الولايات المتحدة نفوذ إيران المزعزٍّع للاستقرار في المنطقة, فإن الوضع الذي يفرضه القصف الإسرائيلي الممنهج والمسكوت عنه أمريكياً على ميليشيات إيران لتغيير الوقائع على الأرض وخاصة في سوريا, وهي "البلد الوحيد الذي يحكمه نظام عربي قام بدعوة ميليشيات إيران رسمياً للتدخل"، حيث يقول أن البيانات العسكرية تؤكد أن خسائر إيران كبيرة في سوريا ولا تدع المجال لإيران للتمتع بأي مكتسبات من توغلها في الصراعات السورية.
لقاء مرتقب بين روحاني وترامب
يرى بين تاليبو أن احتمال لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني, احتمال ضئيل ويُرجع سبب تركيز الإعلام لـ "حديث ماكرون وتصريحاته بأنه قال يتوقع انفتاحاً على عقد هذا الاجتماع بعد أسابيعٍ . ثم عودة جواد ظريف إلى فرنسا أثناء تواجد ترامب".
وتنعقد قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة UNGA في 17 أيلول/ سبتمبر بنيويورك ومن المترقب حضور كل من روحاني وترامب وحسب بين تاليبو "من المتوقع أن يتم اللقاء في هذه القمة المرتقبة".
إلا أن إيران التي تتحدى أمريكا في كل فرصة لا تريد "لقاءاتٍ لالتقاط الصور" حسب ما صرح به مسؤولون إيرانيون, بل تريد رفع العقوبات لتقول لشعبها أن "أمريكا تستجيب" وفق مسؤول الملف الإيراني بمعهد FDD.
ويرى بين تاليبو أن "التصالح مع النظام الذي قال عنه ترامب أنه "أكبر داعم للإرهاب" لن يُسعد ترامب في أوساط ناخبيه, مضيفاً "الهدف من العقوبات جلب إيران ضعيفة إلى طاولة المفاوضات".
رفع العقوبات "خضوع"
يرى بين تاليبو في سياق حديثه عن ملف العقوبات الأمريكية على إيران أن" التسرع برفع العقوبات أو شيء منها يعني سياسياً خضوع أمريكا واعطاء إيران الوقت والأموال التي تحتاجها لتُمانع بشكل أكبر", مضيفاً أن الأمر سيضع إدارة ترامب "في المكان الذي كانت فيه إدارة أوباما" ما سيجعل العام 2020 شبيهاً بالعام 2009, حسب رأيه.
ويردف قائلاً إن إيران "مستعدة أن تجوع لتبني نفوذها", ومبادئ بقاء النظام الإيراني هي "سياسة الصبر وترقب التغير في البيت الأبيض" مؤكداً على أن إيران؛ رغم الضغط الأمريكي لم تتوقف عن بناء نفسها في سوريا والعراق والبحرين واليمن ولبنان و"بأرخص الأثمان".
"إيران تضعف في سوريا"
يرى بين تاليبو أن موقع سوريا الاستراتيجي وأهميتها بالنسبة للنظام الإيراني, دفعت بطهران للاستثمار فيها بعمق, الأمر الذي أقلق إسرائيل التي "تستهدف عن كثب إيران وخاصة في سوريا" مضيفاً أن موقع إيران في سوريا بدأ يضعف.
ويردف الباحث الأمريكي خلال حديثه لـ"نورث برس" قائلاً " البيانات العسكرية تؤكد أن مكاسب واستثمارات إيران إثر الضربات الاسرائيلية في طريقها لتكون (صفرية) في سوريا فهناك استهداف ممنهج للمعامل الأساسية للصواريخ والمخازن الكبرى للسلاح الإيراني والبنى التحتية الإيرانية في سوريا .. هناك حملات عسكرية جادة في سوريا ضد إيران لجعل إيران لا تكسب شيء ولا تبني أي قوة طويلة الأمد في سوريا" .