مصدر إسرائيلي لـ”نورث برس”: أوروبا مسؤولة عن “أنشطة حماس” في تركيا

رام الله – NPA
قال مصدر سياسي إسرائيلي مطلع ل"نورث برس" إن الشكوى التي تقدمت بها الخارجية الإسرائيلية إلى دول الاتحاد الأوروبي بطلب التحرك لتقويض أنشطة "حركة حماس" في تركيا، هي بحد ذاتها عبارة عن انتقاد شديد اللهجة من تل أبيب لطبيعة التعاطي الأوروبي مع ذلك.
واعتبر هذا المصدر أن "حماس حركة إرهابية بامتياز، وأن كل نشاط لها سواء في تركيا وأي مكان آخر هو كذلك، وعلى العالم أن يقدم لتركيا فاتورة لدفع الثمن بسبب هذه الأنشطة التي تضر بإسرائيل والسلطة الفلسطينية معاً".
ويعبّر المصدر الإسرائيلي عن استغرابه من السلطة الفلسطينية بسبب عدم تقديمها شكوى مماثلة ضد هذه الأنشطة لحماس على الأراضي التركية، وتسبب بضرر لها أيضاً.
وشنّ المصدر الإسرائيلي نقداّ لاذعاً لأوروبا، داعياً إياها إلى "النظر لماضيها ومستقبلها، وألا تكون علاقاتها مع العالم الاسلامي، سبباً للإضرار بأوروبا نفسها أو حتى الآخرين".
وحول "أنشطة حماس" في تركيا وتسببها بإزعاج لإسرائيل، يضرب هذا المصدر السياسي الإسرائيلي مثالاً وهو نائب رئيس حركة "حماس" صالح العاروري الذي كان من محرري "صفقة شاليط" لتبادل الأسرى، حيث أنه اقام في تركيا فترة زمنية معينة، وأدار عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية وقتلت إسرائيليين في الضفة الغربية.
ووفق معلومات "نورث برس" فإن خروج صالح العاروري من أنقرة باتجاه الدوحة قبل ثلاث سنوات، كان بسبب تحذير إسرائيلي؛ وذلك لاتهامه بإدارة عمليات ضد إسرائيل؛ ولكن بعد الأزمة الخليجية، خرج العاروري مرة أخرى من قطر باتجاه الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يستقر هناك وتحت حماية حزب الله؛ إذ يُعتبر مطلوباً رئيسياً للأمن الإسرائيلي.
"رأي عام يدعم الإرهاب"
وفي السياق، انتقد الباحث الإسرائيلي مردخاي كيدار في حديث لـ"نورث برس" تركيا، وقال إن "لها تاريخ طويل بدعم الإرهاب وكانت الجسر الرئيسي لدخول داعش إلى سوريا. وقد اشترت البترول الخام من داعش وباعته للعالم وكأنه بترول عراقي أو سوري".
وحول النشاط الإعلامي لحركة "حماس"، قال كيدار إنه هو الآخر غطاء لـ"نشاط حماس الإرهابي"، باعتباره "يخلق رأياً عاماً يدعم الإرهاب"، على حد قوله.
ويعتقد مردخاي كيدار أن لأروبا ما يكفي من دوافع ووسائل كي توظفها في ممارسة الضغط اللازم على تركيا في سبيل كفّ أنشطة "حماس". وتابع كيدار "هناك علاقات اقتصادية وسياحية عميقة تربط أوروبا بتركيا، وإذا أراد الأوروبيون الضغط على أنقرة بكثير من المجالات، فإن هناك إمكانية لذلك. ولهذا، تقدمت إسرائيل بهذه الشكوى؛ لأنها تريد تفعيل وإثارة الأوروبيين الذين يفكرون بالعقل وليس بالدولار".
كما وانتقد كيدار، أوروبا، وقال إنها "ليست متضامنة مع إسرائيل، وخاصة بالشأن الإيراني ايضاً".
تحويل مصنع "مبيدات حشرية" إلى "مبيدات بشرية".
كشف مردخاي كيدار عن أن شركات ومعامل اوروبية متورطة على مدار خمسين عاماً، بإرسال مواد خطيرة تحت عنوان "مبيدات حشرية" كي تستخدمها إيران في مفاعلاتها النووية. وادعا كيدار أن إيران طورت عمل مفاعلاتها النووية ب"خبرات أوروبية"، وأن الإيرانيين قادرين على تحويل مصنع "مبيدات حشرية" إلى "مبيدات بشرية".
وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية، قد ذكرت في عددها الصادر، الثلاثاء، أن مسؤولين إسرائيليين بتوجيهات من وزارة الخارجية والقيادة العليا في تل أبيب، تواصلوا مع العواصم المختلفة في أوروبا لحثها على تشديد نهجها إزاء تركيا، كما وجهت تل أبيب، حسب الصحيفة، رسالة بالشأن نفسه إلى أنقرة.
وشددت الحكومة الإسرائيلية في الرسالتين على أن سماح السلطات التركية لـ"حماس" بممارسة أنشطة مختلفة في أراضيها يمس بمصالح الدولة العبرية، ويزعزع استقرار المنطقة و"يهدد العلاقات غير المستقرة أصلا" بين تل أبيب وأنقرة، مطالبة بوضع حد لهذه الأنشطة.
وزعمت الصحيفة أن التصرفات التركية تخالف الالتزام المترتب على أنقرة بموجب اتفاق المصالحة المبرم عام 2016، بأنها لن تسمح لـ "حماس" بالتخطيط لعمليات مسلحة من أراضيه