التصعيد الأخير في لبنان لم يكسر قواعد اللعبة بين إسرائيل وحزب الله

رام الله ـ NPA
شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مواقع للمقاومة الفلسطينية في لبنان وغزة على حدود لبنان مع سوريا، وذلك بعد ساعات من قصف "أهداف إيرانية" في محيط دمشق، والحشد الشعبي في العراق.
وبهذا الخصوص قال مصدر عسكري إسرائيلي لـ"نورث برس" إنه بالرغم من قصف إسرائيل لهدف على الحدود اللبنانية – السورية بعد ساعات من "عملية غامضة" لطائرتي استطلاع إسرائيليتين قبل سقطوهما فوق ضاحية بيروت الجنوبية، إلا أن الدولة العبرية تدرك أن العمل في الأراضي اللبنانية بمثابة خط أحمر.
ويضيف المصدر أن هناك قواعد لعبة غير مكتوبة بين إسرائيل وحزب الله، تمتنع الأولى بموجبها عن ضرب أهداف في لبنان خلافاً لما هو الحال المعمول به في سوريا والعراق. ولكن، العمليتان الإسرائيليتان الأخيرتان لا تعنيان أن قواعد اللعبة تغيرت بشكل كامل، بل أن هناك احتمالية "بأننا أمام مرحلة جديدة فيها نوع من المُناورة".
ويوضح المصدر أن حزب الله لا يمر مرور الكرام على أي تغيير لهذه المعادلة المعمول بها في لبنان، وأن ثمة تحذيرات أطلقها أمينه العام حسن نصر الله الليلة الماضية، تؤخذ بعين الاعتبار لدى إسرائيل عندما تخطو أي خطوة من هذا القبيل في الفترة القادمة.
ولهذا، يؤكد المصدر أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على موقع للجبهة الشعبية -القيادة العامة لا تدل على تغيير جوهري بسياسة إسرائيل في لبنان، كما أن المصدر يشدد على أن هناك علامات استفهام حول الطائرتين اللتين سقطتا في ضاحية بيروت الجنوبية؛ إذ لم يُعرف إن كانت عملية مخططة أو حدث خطأً.
وحول المخاوف من اندلاع حرب شاملة، يرى المصدر العسكري الإسرائيلي أنه "لسنا على عتبة اندلاع هذه الحرب رغم أن هذا الخطر قائم ووارد في تقييمات هيئة الاستخبارات الإسرائيلية. وما شهدناه بالمنطقة خلال الساعات الأخيرة يدل على حساسية الأوضاع، حيث أن أي حادث يمكن أن يؤدي لمعركة شاملة ومتعددة الجبهات".
ومع ذلك، يرى المصدر أن "هناك عوامل أخرى تحول دون الانجرار لمثل هذه المعركة، ونفترض أن الأطراف غير معنية بالانجرار لمعركة شاملة سواء بالجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا أو الجنوبية حيث قطاع غزة".
وفي خِضم اتساع رقعة المواجهة بين إسرائيل وإيران وقد وجد ذلك تعبيراً رمزياً له من خلال الأحداث الأخيرة وعمليات القصف في سوريا والعراق ومناطق أخرى، يفترض المصدر "أننا سنشهد تزايداً للاحتكاكات بين إسرائيل وإيران، وربما جولات أخرى من التصعيد، ولكن رغم خطرها فهناك عوامل ستمنع تزايدها وتطورها للحرب".