سلاح العقوبات الأمريكي قدْ يُشهر في وجه حلفاء حزب الله المسيحيين

بيروت – ليال خرّوبي – NPA
ارتفع منسوبُ الحديثْ مؤخراً في لبنان عن عقوباتْ أمريكيّة جديدة محتملة ستطالُ البيئة السياسيّة الحاضنة لحزب الله وتحديداً حلفاءهُ المسيحيين فيما برزَ إسمْ وزير الخارجية جبران باسيل الذي يرأسُ التيار الوطنيّ الحرّ في التسريبات الإعلاميّة كأحدِ أهمّ الوجهات التي ستسلكها العقوباتْ الجديدة.
وفيما سادَ الصمتُ منابرَ التيار الوطنيّ الحرّ, إلتزم رئيس الحكومة سعد الحريري الحيادَ والرماديّة كعادتهِ في هذا الملفّ واكتفى بجوابٍ مواربْ مفاده "لست أنا من يحدد العقوبات الأمريكية على حزب الله والحكومة الأمريكية واضحة في مقاربتها لهذا الملف" ردا على أسئلة الصحفيين في مطار بيروت الدولي خلال عودته من واشنطن يوم الثلاثاءْ الماضي.
 كما أنَّ المسؤولين الأمريكيين لم يقدموا أجوبة واضحة وصريحة بشأن هذا الأمر خلال زيارة الحريري الأمريكية بل مجرّد تلميحات إلى أنَّ أسماءً جديدة ستضافُ إلى لائحة العقوبات قريباً، وذلك بحسب ما رشحَ عن التغطيات الاعلامية التي واكبتِ الزيارة.
وفي وقتٍ تبذلُ واشنطنْ جهوداً لإنجاز ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل والذي من المفترض استئنافُ المحادثات بشانه في أيلول/سبتمبر المقبلْ، وتؤكد دعمها لحكومة الحريري وللإستقرار اللبناني، تحرّكُ عصا العقوباتْ في وجهِ حزب الله والتي باتت ذيوله تصل إلى لبنان, خاصةً أنّ الدفعة الأخيرة طالت نواب منتخبين في مؤسسة دستوريّة، إضافةً إلى اتساع ‏رقعة العقوبات دوليّا على "الحزب" وذلك بعدما أدرجته الباراغواي على القائمة الإرهابية نفسها مع كل من تنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية"، فيما نقلت وكالة‎ "بلومبرغ" ‎للأنباء معلومات تفيد بأنّ البرازيل تفكر باتخاذ إجراء مماثل لما اتخذته ‏الباراغواي، وقبلها الأرجنتين حيال تصنيف الحزب.
العقوباتْ ورقة ضغط سياسية
يفرّق الكاتب السياسي منير الربيع بين العقوبات بهدف القطيعة والعقوبات بهدف تحقيق التفاهم والتواصل والتنسيق، ويؤكد لـ"نورث برس" أنَّ" الأمريكيين يذهبون بعيداً في تهديداتهم وتصعيدهم وصولاً إلى التلويح بشن حروب عسكرية، بغية تحقيق هدف واحد هو إرساء الشراكة مع القوى التي يتعارضون معها، وهذه تجربة حدثت مع الصين وروسيا، ومع سوريا أيام حافظ الأسد وتحدث الآن مع إيران وستحدث مع حزب الله".
وحولَ التزام واشنطن بالحفاظ على استقرار لبنان يوضح الربيع:" لبنان ممسوك ماليا واقتصاديا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والأكيد أن هناك قرار أمريكي ودولي بالحفاظ على الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي، والأمريكيين سيتجنبون الدخول بأيِّ نوعٍ من التصعيدْ".
وفي السياق لا يستبعدُ الربيعْ وجود مفاوضات غير مباشرة قائمة أصلاً بين الحزب وواشنطن بدليلْ جولات المحادثاتْ بشأن ترسيم الحدود التي قادها ديفيد ساترفيلد على خطّ بيروت – تل أبيب قبل تسلّمه منصب السفير الأمريكي في أنقرة في تموز/يوليو الماضي، أمّا بشأن الملفّات الأخرى التي يرد الأمريكي إدارتها وتسويتها يقول الربيع:"  إلى جانب ترسيم الحدود يهمّ الأمريكي ضمان أمن إسرائيل كما يريد أن يكون ممسكاً بشكل كامل بملف النفط وإنتاجه والتنقيب عنه، وجميع هذه الملفات لن تتم إدارتها من دون الاتفاق مع حزب الله".
أما عن تأثير سلاح العقوبات يجيب الربيع:" سلاح العقوبات هذا سيكون له تأثير كبير في الوسط المسيحي، خصوصاً أن ثروات وأعمال تلك الشخصيات المرشحة للمعاقبة مصدرها إما الغرب أو دول الخليج. وهذه المسألة ستدفع المسيحيين إلى الإنفضاض من حول رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحرّ، وغاية الأمريكيين من هذه الضغوط هي إنفضاض اللبنانيين من حول حزب الله، بهدف عزل الحزب ومحاصرته، تمهيداً لفتح الحوار المباشر".