قطاعُ الإعلام اللبناني أمام أزمةٍ ونقابةُ محرري الصحافة تطلق صرخة تحذيرية

بيروت – ليال خرّوبي – NPA
يعاني الجسمِ الإعلاميّ اللبنانيّ من رضوضٍ تضعُ مستقبلَ العاملينّ فيه على المحكّ، وتتناوبُ الضرباتْ مجموعةُ عوامل على رأسها انحسارُ الاهتمام الجماهيري بالاعلام التقليدي لصالح الإعلام الجديدْ وتراجع كلّ من سوق الإعلانات والتمويل السياسي وغياب أطر قانونية تضمنْ حقوق الصحفيين وتنظّم فورةَ الاعلام الالكتروني بالإضافةِ إلى تراجع الصنعة والحرفة الصحفية وتقييد الحريّاتْ.
ولبنان الذي لطالما شكّل واحةً للحريّة ترتادها نخبُ العالم العربي الاعلامية والثقافية والفكريّة، شهدَ إقفال العديد من الصحف العريقة خلال السنوات القليلة الماضية وهي السفير، الأنوار، المستقبل وصحيفة الاتحاد، ولم تسلم صحفٌ أخرى من خطط التقشّف التي خسر على اثرها مئات الصحفيين أعمالهم.
وعلى مستوى الإعلام المرئي والمسموع تصدحُ أزمة تلفزيون المستقبل التابع لرئيس الحكومة سعد الحريري في أروقةِ الاعلام، حيثُ يدخلُ التلفزيون أسبوعه الثالث في الإضراب الذي شلّ أقسام الأخبار والبرامج احتجاجاً على عدم تقاضي الموظفين لمستحقاتهم المتراكمة منذ ستّ سنوات والتي تصل إلى 30 مليون دولارْ، فيما لم يتلقّ الموظفون إلّا الوعودْ بالحلّ فيما تتواترُ أخبارٌ عن توجّه الحريري لإغلاق المحطّة التي تأسست عام 1993 وشكّلت رقما صعباً في المعادلة الإعلاميّة لسنواتٍ طوالْ.
صرخةٌ من ساحةِ الشّهداءْ
من ساحةِ الشهداء أطلقتْ نقابةُ محرري الصحافة اللبنانية صرخةً تحذيريّة خلال وقفةٍ تضامنية نظمتها بمشاركة العشراتِ من الصحفييين، وخلال كلمته قال نقيب المحررين جوزيف القصيفي:" صحافة لبنان وإعلامه كانا رمز حريته وديمقراطيته، وتطوّره، وعلامة إزدهاره، وشكلا البيئة الجاذبة لمفكري العرب ومثقفيهم، ورجال أعمالهم، ومعها تحوّلت بيروت إلى مدينة "كوزموبوليتية" جعلت من وطننا منارة الشرق ومحجته، ومن العار أن يتخلىّ المسؤولون عن هذا القطاع في أيام محنته".


جوزيف القصيفي, نقيب المحررين

وتساءل القصيفي:" أين أصبحت القوانين الموعودة الناظمة للصحافة والاعلام، بعدما تقادم الزمن على القوانين الحاليّة، وباتت قاصرة عن الإحاطة بالتطوّر الهائل الذي طاول المهنة".
بدوره يؤكد الإعلامي في قناة المنار عماد مرمل, لـ"نورث برس" أنّ" الاعلام اللبناني يعاني مشاكلَ وجوديّة تحتاجُ لتدخلٍ طارئٍ وإلّا فإنّ مستقبلاً قاتماً ينتظره وهو ما ينعكسُ في تهاوي المؤسسات الاعلامية الواحدة تلوَ الأخرى."


عماد مرمل, إعلامي
وحول تكاملِ دورِ الدّولة والاعلاميين يعلّق مرمل:" مطلوب من "الحرس القديم" أي وسائل الاعلام التقليدية أن تتكيف مع تسارع التطور التكنولوجي كما أنّ الدولة مطالبة في منع الاعلام من السقوط وذلك عبر تخفيف كلفة الاعلامْ من ضرائب وبدائل خدمات".
أما الإعلامي في قناة "إل بي سي" بسام بو زيد فيرى أنّ" الخطر الاساسي الذي يتهدّد مهنة الصحافة يتمثّلُ في تراجع الأصول المهنية لصالح الفوضى التي أرستها وسائل التواصل الاجتماعي إضافةً إلى تضاؤل هامش الحريات في لبنان".


بسام بو زيد, إعلامي
وخلال حديثه لنورث برس شدّد بو زيد على:" ضرورة أنْ يشعرَ العاملون في القطاع الاعلاميّ بالحدّ الأدنى من الأمان ولو على مستوى ضمان حقوقهم وتعويضاتهم بعد الاستغناء عن خدماتهم لأن ما نراه في لبنان معيبْ حيث خسر مئات الصحفيين مصادر أرزاقهم من دونِ نيلِ حقوقهم."


رامي الريس, مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي

أمّا على مستوى الأحزب وعلاقتها بالإعلام خاصة أن جزءاً كبيراً من الاعلام اللبناني قائم على التمويل السياسي يؤكد مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس لنورث برس:"ضرورة البحثِ عن مصادر تمويل أخرى للإعلام تحصّن الواقع الاقتصادي والمعيشي للصحفيين، والاعلام قطاع اساسي فيالبلد يجب الحفاظ عليه، فلبنان لم يتبق له من ميزة في العالم العربي سوى الحرية".