قلق دولي من عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق
NPA
عبرت الصين والمانيا اليوم الثلاثاء عن قلقها من عودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى سوريا والعراق بينما نقلت صحيفة نيويورك تايمز اليوم أن التنظيم يعيد تجهيز شبكاته المالية.
حيث قال مبعوث الصين الخاص بسوريا شي شياو يان للصحفيين الثلاثاء، إنه من الممكن أن يعود نشاط تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا لسابق عهده.
وأضاف يان بعد محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا غير بيدرسن في جنيف, أنه هناك خطر من "عودة نشاط تنظيمات إرهابية مثل داعش، نرى بعض المؤشرات.. هناك حاجة للانتهاء من الحرب على الإرهاب".
وكانت الخارجية الأمريكية حذرت من المعطى نفسه، حين قالت إن التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق أعادت بناء نفسها "كما كانت في السابق"، وفقا لتقرير نشرته وكالة "بلومبرغ".
حيث حذر رئيس المخابرات الوطنية الأمريكية، دان كوتس، من أن آلاف المقاتلين كانوا مختبئين تحت الأرض لإعادة تجميع صفوفهم.
"شبكة مالية"
في حزيران/يونيو الماضي، نشر مركز دراسات الحرب بواشنطن تقريراً قال فيه إن تنظيم "الدولة الإسلامية" لايزال يحتفظ بشبكة مالية عالمية تمول عودته، وتمكنه من إعادة هيكلة عملياته للعودة.
وأضاف أن زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، كان "يعمل بشكل ممنهج على إعادة تشكيل التنظيم، للتحضير لموجة جديدة من العنف في المنطقة".
وفي السياق أكدت وزيرة الدفاع الألمانية إنغريت كرامب كارنباور أن تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يزال موجوداً رغم انتهاء العمليات العسكرية، مشددة على حرص برلين على مساعدة العراق في دحر الإرهاب.
وأضافت أن "ألمانيا ستحارب مع العراق ضد تنظيم "داعش" في إطار التحالف الدولي"، لافتة إلى أن "هناك دعماً وتعاوناً لوجستياً كاملاً، وتبادلاً معلوماتياً من الناحية الاستخبارية بين البلدين".
يذكر أن وزيرة الدفاع الألمانية وصلت صباح اليوم الثلاثاء إلى بغداد، قادمة من الأردن حيث التقت الملك عبد الله الثاني وبحثت معه الحرب على الإرهاب.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" يستعيد قوته في العراق وسوريا، كما أنّه يعيد تجهيز شبكاته المالية، مستهدفاً تجنيد أشخاص جدد، وفق ما أكده مسؤولون عسكريون أمريكيون وعراقيون وضباط في الاستخبارات.
"موجود ليبقى"
على الرغم من أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشاد بالهزيمة الكاملة للتنظيم هذا العام، إلا أنّ مسؤولي الدفاع في المنطقة ينظرون إلى الأمور بطريقة أخرى، معترفين بأنّ "ما يتبقى من التنظيم الإرهابي، موجود ليبقى."
وأشارت الصحيفة إلى أنّ تقرير المفتش العام الأمريكي الذي صدر أخيراً، حذّر من أنّ تخفيض عديد القوات الأمريكية في سوريا من ألفي جندي إلى ما دون نصف هذا العدد، والذي أمر به ترامب، يعني أنّ الجيش الأمريكي اضطر إلى تقليص دعمه لقوات شركائه السوريين في قتال "التنظيم"، وأنّه لا يمكن للقوات الأمريكية والدولية الآن، سوى محاولة ضمان أن يبقى التنظيم بعيداً عن المناطق المدنيّة.
وعلى الرغم من أنّ هناك القليل من القلق من أنّ التنظيم سيستعيد "أراضي الخلافة"، إلا أنّه ما زال يحشد ما يصل إلى /18/ ألف مقاتل في العراق وسوريا؛ وقد نفذت هذه الخلايا النائمة وفرق المهاجمة كمائن، وعمليات خطف وقنص واغتيالات، طاولت قوات الأمن وقادة في المجتمع.
وذكرت "نيويورك تايمز" أنّه لا يزال بإمكان التنظيم الاستفادة من "صندوق حرب" كبير يصل إلى /400/ مليون دولار، تمّ إمّا إخفاؤه في العراق أو سوريا، أو تهريبه إلى دول الجوار لإبقائه في مأمن.
ويُعتقد أيضاً، وفق الصحيفة أنّ التنظيم استثمر في التجارة، من ضمنها تربية الأسماك، وتجارة السيارات، وزراعة القنب، مشيرة إلى أنّه يلجأ إلى الابتزاز لتمويل عملياته السريّة، حيث أقدم على إحراق محاصيل المزارعين في شمال العراق، الذين رفضوا الدفع له.
عوائل التنظيم
وفق الصحيفة، فقد توصّل تقييم جديد للأمم المتحدة إلى خلاصة، تفيد بأنّ أفراد العائلات الذين يعيشون في مخيم الهول "قد يشكّلون تهديداً، إذا لم يتمّ التعامل معهم بشكل مناسب".
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنّ هذه الاتجاهات، التي يصفها مسؤولون استخباراتيون وعسكريون، أمريكيون، وعراقيون، وغربيون، والموثقة في سلسلة حديثة من تقييمات الحكومة والأمم المتحدة، تصوّر "دولة إسلاميّة" في تصاعد جديد، ليس في العراق وسوريا فحسب، بل مع تفرعات من غرب أفريقيا وصولاً إلى سيناء. وتشكّل عودة التنظيم تهديداً لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، مع سحب الإدارة الأمريكية جنوداً من سوريا، وتحويل تركيزها في الشرق الأوسط نحو حرب تلوح في الأفق، مع إيران.
وترى "نيويورك تايمز"، أنّ أحد المؤشرات المهمة إلى عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" هو كمية الذخائر التي أسقطتها الطائرات الأمريكية في العراق وسوريا، في الأشهر الأخيرة.
وخلص تقرير المفتش العام الجديد، الذي يقيّم أنشطة التنظيم في الفترة الممتدة بين 1 نيسان/أبريل و30 حزيران/يونيو من هذا العام، إلى أنّ التنظيم عاد إلى الظهور في سوريا، وعزّز قدراته المسلحة في العراق.