رام الله – NPA
ضمن المشهد الذي يحكم قطاع غزة، عاد التصعيد ليتصدر الميدان في الأيام الأخيرة، وذلك إرتباطاً بمحاولات تنفيذ عمليات مسلحة من قبل أفراد ضد الجيش الإسرائيلي على حدود غزة الشرقية، ومروراً بإطلاق قذيفة صاروخية من القطاع بإتجاه إحدى مستوطنات غلاف غزة، مساء الجمعة، قبل أن تعترضها منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية.
وقد أصيب إسرائيليان بجروح طفيفة من جراء سقوطهما أرضا خلال ركضهما باتجاه منطقة محصنة "ملاجئ" للإختباء، حيث تم نقلهما إلى مستشفى "بارزيلاي" في اشكلون لتلقي العلاج الطبي.
تدمير نفقين ل"حماس"
ورداً على ذلك، أغارت الطائرات الإسرائيلية، فجر السبت، على نفقين تحت الأرض، تابعين لكتائب "القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس" في شمال ووسط قطاع غزة، دون ان يبلغ عن إصابات.
وأكد الناطق العسكري الإسرائيلي مجددا أن إسرائيل تعتبر حماس المسؤول عما يجري في القطاع وينطلق منه. لكن هذا التعبير يستخدم عادة من إسرائيل في مثل هذه الحالة بواقع سيطرة حماس على غزة، وليس بالضرورة أن يُقصد اتهامها بالوقوف مباشرة وراء ذلك.
عمليات فردية!
من جهته، اعتبر القيادي في حماس حماد الرقب في حديث ل"نورث برس" أن القذيفة الصاروخية التي أطلقت أمس من غزة، تندرج في سياق الأعمال الفردية وليست المنظمة، وذلك على غرار العمليات التي وقعت على حدود غزة بالأيام الماضية، وينسحب ذلك على عمليات الضفة الغربية الأخيرة، بحسب الرقب.
وأضاف الرقب "نحن ضد العمليات التي تقع خارج الإجماع، لكننا نباركها ونعتبرها تعبيراً عن عدم تحمل الشباب الفلسطيني لممارسات العدو الإسرائيلي".
وأوضح الرقب أن بعض العمليات ينفذها أفراد ينتمون لحماس، لكنهم قاموا بها على عاتقهم الشخصي وبشكل فردي، أسوة برفاقهم ممن كانوا محسوبين على احزاب سياسية أخرى او مستقلين، نافياً ل"نورث برس" أن يكون اي من منفذي العمليات الأخيرة على حدود غزة أو حتى فيما يخص إطلاق القذيفة الصاروخية أمس، قد انتموا ل"جماعات سلفية وجهادية".
حماس تحذر من شكل جديد ل"المقاومة"
واكد حماد الرقب أنه رغم التوتر الحاصل في الجبهة الجنوبية، إلا أن الميدان لا يزال مضبوطاً، لكنه حذر من أن "استمرار الحصار على غزة وممارسات اسرائيل اتجاه المسجد الأقصى واغتصاب أراضي الضفة الغربية، فإن الأحزاب والفصائل لن يكون بمقدورها السيطرة على الشباب الغاضب".
وتابع: "نحذر إسرائيل من أن ذلك سيجعلها أمام شكل جديد من المقاومة أصعب من ذلك الذي اعتادت عليه من قبل الأحزاب والفصائل، في حال استمرت ممارساتها وإعتداءاتها".
غزة كمادة للمزايدة الداخلية في إسرائيل
من جهة أخرى، دخلت غزة كما في كل حالة تصعيد إلى المناكفة والمزايدة الداخلية الإسرائيلية خاصة وأنه يفصلنا نحو شهر عن انتخابات الكنيست القادمة؛ إذ اعتبر رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان أن هذا دليل آخر على تهاوي "قوة الردع الإسرائيلية" بسبب سياسة نتنياهو المتهاونة مع "الإرهاب في غزة".
فيما قال رئيس حزب العمل الإسرائيلي عمير بيرتس إن الأموال القطرية لا تضمن لإسرائيل الهدوء فيما يرغب قادة حركة حماس في قطاع غزة استمرار بنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء في إسرائيل.
ووفق ما أوردته القناة "13" الإسرائيلية فإن بيرتس قال إن "قادة حركة حماس يريدون نتنياهو لأنهم فهموا أيضا أن كرسيه أهم من حياة سكان غلاف غزة".