رام الله – NPA
بينما تتعاظم تحذيرات وتهديدات طهران من مغبة مشاركة إسرائيل في القوة الدولية للتي يتم انشاؤها لحماية الملاحة في مياه الخليج من "المخاطر الإيرانية"، تتجه الأنظار إلى شكل وطبيعة المشاركة الفعلية الإسرائيلية في هذا المضمار، في ظل صمت رسمي لحكومة تل أبيب.
المحلل السياسي الإسرائيلي شاؤول منشة قال ل"نورث برس" إن "إسرائيل كما دول العالم الأخرى معنية بحماية السفن المارة في مياه الخليج وكذلك في باب المندب تحديدا".
ويوضح منشة أن إسرائيل لها مصلحة بحماية السفن التجارية المارة في باب المندب وذلك لأنها مهددة من الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران؛ ذلك أن السفن القادمة من دول شرق آسيا إلى إسرائيل وبالعكس، تمر عبر ممر باب المندب.
ولذلك تخشى الدولة العبرية أن يسيطر الحوثيون على الممر البحري المذكور ويتحكمون بحركة الملاحة الدولية.
ويتطرق شاؤول منشة أيضا الى ناحية أمنية تحتم المشاركة الإسرائيلية، حيث تتمثل بمرور الغواصات الإسرائيلية بقناة السويس وتحركها عبر هذا الطريق إلى البحر الأحمر وكذلك نحو بحر العرب جنوب شبه الجزيرة العربية.
ويستذكر منشة التهديدات التي كانت تشمل خطراً على الملاحة الإسرائيلية أواخر ستينيات القرن الماضي في المياه الدولية بقناة السويس من قبل الجيش المصري تحت قيادة جمال عبد الناصر حينها. ودفعت هذه التهديدات إسرائيل لأن تكون حاضرة بقوة في هذه المياه لمواجهة أي مخاطر تهدد أمن إسرائيل وملاحتها.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح طبيعة الدور "الحمائي" الإسرائيلي في مياه الخليج وباب المندب، وما إذا يقتصر على دور استخباراتي أم يتعداه ليشمل ارسال سفن وقطع حربية لحماية حركة الملاحة.
تمارس إسرائيل منذ زمن بعيد دورا استخباراتيا لحماية السفن المارة في مياه الخليج، وحتى لوجستيا وعبر قطع حربية لها خاصة في باب المندب كما يجري في هذه الأثناء، ولكن بصمت ودون أن يلاحظ أحد؛ وربما ليس بالضرورة أن تحمل علما إسرائيلياً، وفق ما كشفه مصدر واسع الاطلاع ل"نورث برس".
ويبدو أن الولايات المتحدة تريد أن تكون إسرائيل حاضرة في أمن المياه الإقليمي، بالعلن ورضا الجميع، وليس فقط في الخفاء.. فلذلك اعتبار غير ما تتمتع به من قوة عسكرية واستخباراتية، حيث يتعلق باستثمار الإدارة الأمريكية التوتر الحاصل بمياه الخليج، من أجل تسويق إسرائيل كعامل "حافظ للأمن الإقليمي"، وبالتالي خطوة أكبر للأمام فيما يتعلق بالتطبيع بين دول الخليج والدولة العبرية، ولو تحت عنوان "حماية الملاحة الدولية".
ومن أجل تحقيق ذلك، قامت واشنطن بإشراك إسرائيل في جميع الاجتماعات الدولية التي نظمت على مدار الفترة الماضية لبحث سبل حماية الملاحة الدولي في مياه الخليج وباب المندب.
مصدر عسكري إسرائيلي أوضح ل"نورث بر" أن لإسرائيل ضلع كبير في توفير المعلومات المهمة وإجراء التنسيقات اللازمة مع مختلف الجهات حول ما يدور بالخليج بسبب ما أسماها "مكانتها الاستخباراتية المرموقة وتعاونها الوثيق مع وكالة المخابرات الأمريكية سي أي ايه وتلك التابعة لأوروبا".
لكن هذا المصدر رفض أن يبين طبيعة الدور المنوط بإسرائيل في سياق القوة الدولية المنوي تشكيلها لهذا الغرض، مكتفياً بالقول "إن إسرائيل تشارك أصلا في هذا الدور الحمائي وخاصة في باب المندب بطرق مختلفة، وقبل الحديث عن الجهود الرامية لتشكيل القوة الدولية سالفة الذكر".