محلل إسرائيلي لـ”نورث برس”: السلطة الفلسطينية تنسق مَعنا خشيةً مِن أنشطة حماس في الضفة
رام الله – NPA
تفحص إسرائيل في هذه الأثناء فرضية تبعية الخلية المحلية, التي نفذت عملية قتل أحد جنودها في تجمع "غوش عتصيون" شمال الخليل قبل يومين, لحركة "حماس". ولا يُعرف إن كان اعتقال أربعة فلسطينيين بينهم امرأة خلال الساعات الأخيرة في قرية بيت كاحل شمال غرب الخليل، في إطار ملاحقة منفذي عملية غوش عتصيون، قد يحسم الفرضية أم لا!.. هذا إن كان هناك صلة فعلية بين المعتقلين ومنفذ العملية الأخيرة.
المحلل الإسرائيلي ايلي نيسان قال لـ"نورث برس" إن أُصبع الاتهام موجه لـ"حماس" لكنها لا تعترف رسميا بالمسؤولية، رغم مباركتها لهذه العمليات.
ويعتقد نيسان أن "حماس" تعتمد نهجا ميدانيا في هذه الأثناء يقضي بالمحافظة على الهدوء النسبي في قطاع غزة وأحيانا تصعيد الميدان هناك بشكل مضبوط بهدف رفع الحصار عن القطاع, وبالتوازي مع ذلك تنشيط خلايا لها في الضفة الغربية لتفجير الوضع الميداني وإشعاله؛ رغبة في زعزعة حكم السلطة الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية من ناحية، والمس بشعور الإسرائيليين بالأمن الشخصي من ناحية ثانية.
ويرى نيسان أن هذا النهج الذي تتبعه حماس يدفع ثمنه السكان الفلسطينيون في الضفة الغربية، وليس هي. ولهذا يكشف نيسان عن تنسيق حثيث ومستمر يجري بين أمن السلطة الفلسطينية والأجهزة الإسرائيلية لإفشال هذه الجهود من حماس وكشف خلاياها، بالرغم من إعلان السلطة وقف التنسيق الأمني وكامل العلاقة مع الدولة العبرية.
ولعل ما يخيف السلطة اي شيء يهز حكمها وشرعيتها، ولا سيما إذا كان بجهد من حماس. صحيح أن رئيس السلطة محمود عباس هدّد هذا الشهر بوقف التعاون مع إسرائيل، لكنه، عملياً، لم يوقفه قط خلال السنوات العشر الأخيرة على الرغم من التهديدات، وفق ما يقوله أمنيون إسرائيليون. وهذا ليس بدافع من الحب، بل لأن التعاون له "اعتبارات مصلحية".
ووفق متابعات "نورث برس"، فإن معلومات أمنية فلسطينية زودتها السلطة لإسرائيل أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، كانت كفيلة بكشف واعتقال خلايا تابعة لحماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية.
وتخشى السلطة الفلسطينية أن يتكرر سيناريو الانتفاضة الثانية عندما ازدادت قوة حماس العسكرية ما مكنها من "الانقلاب عليها والسيطرة على قطاع غزة"، كما يقول مصدر أمني فلسطيني لـ"نورث برس".
وكان جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي قد كشفا عن أن ناشطين من "حماس" في قطاع غزة قد وجّهوا تعليمات إلى خلية تابعة للحركة في الخليل لتفجير عبوة ناسفة في القدس.
وقد اعتُقل عنصران من الخلية وفي حوزتهما عبوّة تزن ثلاثة كيلوغرامات، حسب الرواية الإسرائيلية. وفي أثناء التحقيق جرى العثور على ما وُصف أنه ورشة تحتوي على مواد إضافية لصنع عبوات.
المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، يرى في مقال كتبه أن الهجمات الموجهة عن بُعد يمكن أيضاً أن تحقق نجاحاً أكبر من المتوقع، وأن تجر إلى مواجهة واسعة، لكن يبدو أن هذه مخاطرة "حماس" مستعدة لخوضها نظراً إلى الربح المحتمل الذي تنطوي عليه، كما حاولت المبادرة إلى هجمات خطف، حتى بثمن تصعيدي.