مصدر مِن إسرائيل لـ”نورث برس”: دورنا في هجومي العراق الأخيرين قد يكون إستخباراتياً لا تنفيذياً
رام الله – NPA
تواصل إسرائيل صمتها الرسمي حيال الأنباء التي تحدثت عن توجيه هجومين في الفترة الأخيرة ضد أهداف إيرانية في العراق؛ إذ لم يُرصد أن تعليق من قبلها سواء بالسلب أو الإيجاب بشأن مسؤوليتها عن تلك الهجمات.
مصدر عسكري إسرائيلي مطلع قال لـ"نورث برس" إنه لا يمكن تحديد مسؤولية إسرائيل من عدمها اتجاه هجمات العراق، لكنه نوه إلى أن ما لا يقل عن عشرة دول في الإقليم والعالم بينها عربية يمكن لها تنفيذ هذه الهجمات ضد الأهداف الإيرانية أينما كانت.
ويتابع هذا المصدر الذي رفض أن يُذكر اسمه "بما أن إسرائيل هي المشتبه الأول، فالكثير يُهرولون لاتهامها بالهجمات".
غير أن المصدر يرى أنه من السابق لأوانه أن تُحسم مسؤولية إسرائيل حيال ذلك، مبيناً أنها "من حين لآخر تعترف بما تفعل، ولا تعترف بما لا تفعل".
ويُلمح المصدر إلى إمكانية ضلوع إسرائيل بالهجمات الأخيرة من ناحية المعلومات الاستخباراتية والإرشاد لهذه الأهداف، وليس بالضرورة عبر التنفيذ المباشر؛ ذلك أن "محاربة إيران هي مجهود دولي يحتاج إلى تعاون بين الدول المعنية"، على حد قوله.
كسر للقواعد
و مصادر في تل أبيب أكدت لـ"نورث برس" أن القاعدة المتفاهم عليها بين الولايات المتحدة وإسرائيل حتى قبل سنة من الآن، تقضي بأن العراق هي مسؤولية عسكرية لأمريكا، وعليه فإنه لا يُسمح للجيش الإسرائيلي القصف في العمق العراقي، وأن يقتصر التحرك العسكري الإسرائيلي في سوريا.
لكن لم يُفهم بأن هذه القاعدة قد كُسرت ضمن ما فرضته المستجدات والظروف، لا سيما أنه منذ أبريل/ نيسان الماضي شرعت إيران بإدخال صواريخ دقيقة إلى غربي العراق، حيث تم نصبها باتجاه الدولة العبرية.
وتتحفظ هذه المصادر في تل ابيب في الإجابة حول ما إذا كان لديها أي علم بشان كسر القاعدة سالفة الذكر. غير أنها تعود وتقول "غن هناك قوى في العراق بينها شيعية لا تريد لإيران أن تتمدد في هذا البلد، وأنه قد يكون لها ايضاً مجهود بطريقة أو بأخرى حتى تم قصف الهدفين الإيرانيين مؤخراً".
وكان المعلق السياسي لصحيفة "هآرتس" تسفي برئيل، قد كتب مقالاً قبل أيام، اعتبر فيه أن صمت بغداد إزاء الهجمات الإسرائيلية على أراضيها يثير الدهشة". هذه الدهشة يشاركه فيها نحو 80 عضواً في البرلمان العراقي دعوا الحكومة إلى إدانة الهجومين المنسوبين إلى إسرائيل أو الرد عليهما.
جبهة جديدة
تمثل الهجوم الأول، في إستهداف قاعدة آمرلي في محافظة صلاح الدين؛ فيما استهدف الثاني، قاعدة أبو منتظر المحمداوي شمال محافظة ديالا، المعروفة أكثر باسم أشرف.
وذكّر صحافيون عراقيون رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بما قاله بأن العراق لن يكون أبداً قاعدة لانطلاق هجمات على إيران. وفي الوقت عينه، يستشهد هؤلاء بكلام السفير العراقي في واشنطن فريد ياسين الذي قال: "توجد أسباب موضوعية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل".
تطرح هذه الرسائل المتعددة سؤالين أساسيين: السؤال الأول، هل العراق هو جبهة إسرائيلية جديدة في محاربة التهديد الإيراني، كما تلمح إليه التقارير الصحافية الصادرة عن الاستخبارات الإسرائيلية؛ والثاني، هل من المحتمل أن يكون العراق حليفاً سرياً؟ وحتى لو لم يشارك في المعركة ضد إيران، فإنه لن يزعج تحركاً أجنبياً، إسرائيلياً، أو أميركياً، أو سعودياً لخوض الحرب ضد إيران في أراضيه؟
على الرغم من عدم وجود إجابة واضحة عن السؤال، بحسب دبلوماسيين أوروبيين، فإن لقاءات سرية تجري منذ وقت بين مندوبين إسرائيليين وشخصيات في الحكم العراقي، جزء منها جرى في إسرائيل.