تركيا تبدأ بملء سد إليسو ..وتهدد بغرق مدينة عمرها 12 ألف عام وبشح مياه العراق

NPA
قال نشطاء اليوم الجمعة إن السلطات التركية بدأت بتعبئة خزان سد "إليسو" المثير للجدل، والذي ستغمر مياه بحيرته الاصطناعية بلدة أثرية عمرها 12 ألف عام، ويعتبر مصدرا للتوتر مع العراق المجاور.
وقال رضوان أيهان المتحدث باسم مجموعة من الناشطين تعارض بناء السد الواقع في جنوب شرقي تركيا: "لقد سدوا المنافذ داخل السد ومستوى المياه يرتفع"، وفقا لما ذكره لوكالة فرانس برس.
وتكشف صور التقطتها أقمار اصطناعية بين 19 و29 يوليو أن المياه بدأت بالارتفاع وتتجمع وراء السد المقام على نهر دجلة
ولم يعلق المسؤولون الأتراك على العمل في السد. وأحالت الوكالة الحكومية المسؤولة عن مشروعات السدود الأسئلة الخاصة بالمشروع إلى الرئاسة التركية.
والسد الذي وافقت الحكومة التركية للمرة الأولى على إنشائه في عام 1997 جزء رئيسي من مشروع جنوب شرقي الأناضول الذي يهدف إلى "تحسين أوضاع المنطقة الأفقر والأقل تطوراً في البلاد".
"تهديد مدينة تاريخية"
لكن عددا من سكان المنطقة ومدافعين عن البيئة أعربوا عن قلقهم إزاء تأثير هذا المشروع على البيئة وعلى تراث المنطقة، فالبحيرة الاصطناعية التي ستتشكل ستغمر مدينة "حسنكيف" التي يعود تاريخها إلى 12 ألف عام.
وذكر نجدت إبيكيوز وهو نائب عن حزب الشعوب الديمقراطي أن صور الأقمار الصناعية من الأسبوعين الماضيين تظهر أن السد بدأ في احتجاز المياه. وأضاف أن المياه غمرت طريقاً في المنطقة بالفعل.
وأضاف "يتخذون خطوات بطيئة وذلك للحد من ردود الفعل على احتجاز المياه. هذا هو السبب في أنهم لا ينشرون المعلومات"، وذكر أن عدداً من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي حاولوا زيارة السد في يوليو لكن الشرطة منعتهم..
من جهتها قالت المجموعة التي تسمي نفسها تنسيقية حسن كيف في بيان "الوضع الحالي يعزز فكرة أن الصمامات أغلقت بشكل دائم".
وأضاف البيان "لأن بحيرة السد تكبر كل يوم، يشعر الناس الذين يقيمون في هذه المناطق بالقلق. لا يمكنهم أن يعرفوا متى تصل المياه إلى مناطقهم السكنية أو الزراعية".
إلا أن الحكومة ترفض الاعتراضات وتؤكد أن غالبية آثار "حسنكيف" قد نقلت، كما تم بناء مدينة جديدة لسكانها قرب مكانها الأصلي ستستقبل سكانها البالغ عددهم ثلاثة آلاف نسمة.
"شح المياه بالعراق"
من جهتها قالت الحكومة العراقية إن السد سيؤدي إلى شح المياه لديه لأنه سيقلل التدفق في أحد النهرين (دجلة والفرات) اللذين تعتمد عليهما البلاد في معظم احتياجاتها من الماء. ويحصل العراق على نحو 70% من إمداداته من المياه من الدول المجاورة، خاصة من خلال نهري دجلة والفرات عبر تركيا.
وذكرت في بيان إن مسؤولين عراقيين وأتراكاً ناقشوا الموارد المائية لنهري دجلة والفرات في بغداد يوم الأربعاء ليروا كيف يمكن تحقيق مصالح البلدين.
وتخشى بغداد أن يؤدي تجمع المياه في السد إلى انخفاض كمية مياه دجلة التي تدخل الأراضي العراقية، مع العلم أن العراق يعاني أصلا من نقص في المياه.
مفاوضات حول مياه دجلة
ويتخذ بناء سد "إليسو" بعدا جيوسياسيا أيضا، لأنه يدخل في إطار مفاوضات حساسة بين تركيا والعراق بشأن مياه نهر دجلة.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد ذكر في وقت سابق من العام الجاري أن بلاده ستبدأ في ملء خزان السد في حزيران/يونيو، أي بعد عام من قيامها باحتجاز الماء لفترة وجيزة خلف السد.
وكانت تركيا قد أوقفت احتجاز المياه في ذلك الوقت بعد شكاوى عراقية من انخفاض التدفقات المائية في منتصف الصيف.