رام الله – NPA
يستعد أهالي غزة، اليوم الجمعة، للمشاركة في جمعة جديدة لمسيرات العودة على حدود غزة الشرقية تحمل اسم "مجزرة واد الحمص"، ضمن فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، في حين يرى محلل سياسي من غزة في حديثه لـ"نورث برس" أنه لم يعد هناك وجود حقيقي لـ"مسيرات العودة"، وإنما هي "إعلامية فقط".
ودعت الهيئة الوطنية العليا لـ"مسيرات العودة" في بيان للمشاركة الواسعة في الجمعة التاسعة والستين للمسيرات، التي تحمل اسم "مجزرة واد الحمص"، وذلك على أرضِ مخيماتِ العودةِ شرقَ القطاع، بعد العصر. وسميت هذه الجمعة، بذلك، تعبيراً عن الرفض لهدم إسرائيل المساكن الفلسطينية في حي "واد الحمص" جنوب مدينة القدس قبل أيام.
وقالت الهيئة إن "شعبنا الفلسطيني يتعرض لعملية ترانسفير وتطهير عرقي ممنهج، وعدوان همجي متواصل من إسرائيل وأمريكيا، يستهدف شطب معالم المدينة المقدسة وطمس هويتها العربية وتهجير سكانها".
وتأتي هذه المسيرة الأسبوعية، في أعقاب وقوع اشتباك مسلح الليلة قبل الماضية، بعدما اجتاز الفلسطيني هاني أبو صلاح، الحدود وأطلق النار على قوة من الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتله، وإصابة ثلاثة جنود، بينهم ضابط وصفت حالته بالمتوسطة الخطورة.
وفي السياق قال مصدر إسرائيلي لـ"نورث برس" أن هذا الاشتباك لن يؤدي إلى تصعيد في المسيرات الأسبوعية المقررة هذا اليوم, وخاصة أن الجيش الإسرائيلي اعتبر أن الشاب أبو هاني، بالرغم من انتمائه لكتائب "القسام" التابعة لـ"حماس"، قد نفذ العملية بشكل منفرد ومن تلقاء نفسه، وفق التقديرات الإسرائيلية.
ووفق المعلومات، فإن شقيق منفذ العملية، هو المقعد فادي أبو صلاح، الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي قبل أشهر قليلة خلال مشاركته في فعاليات مسيرات العودة، حيث تعالى الغضب الشعبي حينها من استهداف إسرائيل لرجل يعاني من الإعاقة الحركية، ولا يقوى على المشي.
ولذلك، بدا الاشتباك الأخير وكأنه انتقام من أبو هاني لمقتل شقيقه، دون تلقيه أوامر وتعليمات من القيادة العليا لكتائب "القسام"، وهو الأمر الذي دفع الدولة العبرية للتعامل مع حجم الحدث دون تصعيد للجبهة الجنوبية.
وأكد القائمون على مسيرات العودة، لـ"نورث برس"، أن المسيرات ستبقى بطابعها الجماهيري وستحافظ على سلميتها بموازاة خطواتها النضالية المتوالية حتى تحقق أهدافها. ويعني هذا أنهم لا يفكرون بالعودة إلى "الوسائل الخشنة" من قبيل "إطلاق البالونات والطائرات الحارقة" اتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية.
ومن جهته، رأى المحلل السياسي د. خضر محجز من غزة في حديثه لـ"نورث برس" أنه لم يعد هناك وجود حقيقي لـ"مسيرات العودة"، وإنما هي "إعلامية فقط"، مشيراً إلى تراجع أعداد المشاركين بعدما سئم المتظاهرون من استبدال "حق العودة..بحفنة أموال"، على حد تعبيره.
ووصف محجز الفعاليات الأسبوعية على حدود غزة الشرقية بـ"مسيرات إعلامية لا قيمة لها" تعبر عنها تظاهرات وتجمعات صغيرة، كي ترفع "حماس" من خلالها العتب والإحراج، ثم تقول "ها هي المسيرات مستمرة ولم تتوقف رغماً عن إسرائيل"، كما يقول محجز.
وحول احتمالات عودة المتظاهرين للوسائل الخشنة مثل إطلاق البلونات الحارقة اتجاه المستوطنات الإسرائيلية، يقول محجز "إنهم لو عادوا إليها ستقصف إسرائيل مواقعهم.. وحماس لا تريد الحرب، فقط تريد الأموال".
في المقابل، تقول مصادر ميدانية من حركة "حماس" لـ"نورث برس"، إن مسيرات العودة مستمرة وقد تشهد انخفاضاً أو ارتفاعاً في منسوب مشاركة المتظاهرين، بحسب الفعاليات والظرف الميداني والسياسي والاجتماعي، معتبرة أنه "أمر طبيعي أن تكون المشاركة قوية أحياناً، فهذا أمر بديهي فيما يخص التظاهرات في أي مكان".
ولوحت هذه المصادر بإمكانية العودة للتصعيد واستخدام الوسائل الخشنة في حال لم ترفع إسرائيل حصارها عن غزة وتلكأت في تنفيذ استحقاقات تفاهمات التهدئة، واستمر الواقع الاجتماعي والاقتصادي المعقد في القطاع.