فلسطين – NPA
عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت”، اجتماعا طارئا بشأن غزة، الأحد.
ووفق متابعة “نورث برس”، فإن اجتماع الكابينيت يأتي على خلفية اتفاق التهدئة مع حماس والأحداث على الحدود الجنوبية مع غزة.
حيث توصلت إسرائيل وحماس برعاية مصرية وأممية، ليلة الجمعة، لاتفاق يضمن إعادة الهدوء مقابل أن تسمح إسرائيل، مجدداً بإدخال الوقود لمحطة الكهرباء وتوسيع مساحة الصيد إلى /15/ ميلا بحريا، وإرجاع مراكب الصيادين المحتجزة وعددها /60/ مركباً.
وبحسب التفاهم الجديد، سيلتزم الجيش الإسرائيلي بعدم إطلاق النار على المتظاهرين المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار على حدود غزة وكذلك عدم إطلاق الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر على المتظاهرين.
ومن المتوقع أن يتم الانتقال خلال الأيام القليلة القادمة إلى المرحلة التالية من تفاهمات التهدئة بين حماس وإسرائيل، بشرط الحفاظ على الهدوء في الأيام القليلة القادمة، وعدم إطلاق البالونات الحارقة اتجاه البلدات الإسرائيلية الواقعة في “غلاف غزة”.
ويأتي ذلك، بينما يتوجه الوفد الأمني المصري خلال الأيام القادمة إلى قطاع غزة وتل أبيب وربما رام الله، لمتابعة ملف التهدئة بين حماس وإسرائيل، وكذلك لمحاولة تحريك ملف المصالحة الفلسطينية المتعثر.
ويبدو أن القاهرة تتعامل مع غزة على أساس أن الأخيرة جزء من أمنها القومي باعتبرها محاذية لسيناء، ولذلك تحاول ألا تترك فراغاً في الوساطة بملفي التهدئة والمصالحة حتى لو لم تتكلل الجهود بالنجاح الكامل, وذلك خوفاً من إتاحة ذلك لجهات تعتبرها مصر خصماً لها في الإقليم، مجالاً للاستحواذ على الملف الفلسطيني وخاصة على غزة التي تمثل الحديقة الخلفية للأمن المصري، كما يقول مراقبون لـ”نورث برس”.
غير أن الخبير العسكري المصري اللواء المتقاعد طلعت مسلم يقول لـ”نورث برس” إنه لا يتفق على فكرة أن القاهرة تريد أن تتوسط فقط من أجل إدارة المسألة الفلسطينية ومنع الانفجار أو تأجيله لا أكثر.
وتابع مسلم: ” لا أتصور أن الجانب المصري يائس منذ البداية بعدم الوصول للنتيجة النهائية… فلماذا يبذل جهداً إذاً؟”.
ويرى مسلم أن القاهرة “لا زالت تؤمن بوجود فرصة لتحقيق الوحدة الفلسطينية والتهدئة في غزة، بالرغم من صعوبة إنجازها كاملة بالمرحلة الحالية.”
وبشأن ملف المصالحة الفلسطينية، يقول مسلم “تنجح الجهود المصرية في تقريب وجهات النظر الفلسطينية، لكن لا تكتمل بسبب طبيعة الصراعات بين الفصائل الفلسطينية”، مضيفاً أن “هناك أطراف أجنبية وخارجية تؤثر على الأطراف الفلسطينية وتمنع النتيجة النهائية المرجوة من الوساطة المصرية في ملف المصالحة والتهدئة”.
ومن ناحية ثانية، استبعد اللواء العسكري المصري المتقاعد الدكتور طلعت مسلم أن تكون “حركة حماس قد أفادت الأمن المصري بمعلومات قادت إلى ضرب الجماعات المسلحة في منطقة سيناء”، مشيراً إلى أن القاهرة “تحاول أن تبعد الفلسطنيين عن الوضع الداخلي لمصر.”