مجلس الشيوخ يصوت الجمعة على قانون يمنع ترامب من شن حرب ضد إيران

واشنطن – هديل عويس – NPA 
اعتباراً من اليوم الخميس ستبدأ إيران بتنفيذ وعدها بتطبيق الخطوات المترتبة على انسحابها الجزئي من الاتفاق النووي للعام 2015، حيث قال مراقبو البرنامج النووي الإيراني أنه اعتباراً من يوم الخميس ستتخلى إيران عن الالتزامات التي تمنعها من تطوير قنبلة نووية حيث ستبدأ بامتلاك أكثر من /300/ كيلو غرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب. 
كما أعطت إيران الدول الأوروبية مهلة حتى السابع من تموز/يوليو القادم لتخفيف وطأة العقوبات الأمريكية أو ستبدأ طهران علانيةً بتخصيب اليورانيوم بمستويات تصنيع الأسلحة. 
وبحسب الخبير، توم بلانت، فإن رفع نسب التخصيب يعني أن إيران بدأت تبني احتياطات من المواد التي ستدعم برنامجها في المستقبل وتعطيه دفعة سريعة للوصول إلى مستويات تصنيع الأسلحة النووية. 
منع الحرب
وتوصّل أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بغالبيته الجمهورية إلى اتفاق مع الأعضاء الديمقراطيين على التصويت غدا الجمعة لمشروع قانون من شأنه منع الرئيس ترامب من استخدام سلطاته لشن الحرب ضد إيران إلا بموافقة من الكونغرس، عدا حالة واحدة وهي استهداف إيران لقوات أمريكية وقتل جنود أميركيين. 
واضطر الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ للقبول بالمقترح الديمقراطي والنظر في مشروع القانون يوم الجمعة، بعد أن هدد الديمقراطيون بعدم تصويتهم على ميزانية وزارة الدفاع في الرابع من تموز/ يوليو القادم، ما لم يتأكدوا من أن هذه الأموال لن تذهب إلى حرب مع إيران. 
ورأى رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أن في هذا القانون إضعاف معنوي لسلطات الرئيس الأمريكي في فترة توتر وتصعيد مع عدو لواشنطن وهو طهران. 
بهنام بين تاليفو، الباحث في معهد الدفاع عن الديمقراطيات قال لــ” نورث برس” إن “أعداء الولايات المتحدة يستغلون التوتر مع إيران لمكاسب جيوسياسية”. 
ويتابع الباحث في معهد “FDD” في واشنطن حديثه “أن معظم الدول المنافسة للولايات المتحدة في المنطقة ورغم إجماع الكل على خطورة النفوذ الإيراني يستغلون واقع الصراع مع طهران وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لتخفيف نفوذ أمريكا في المنطقة وضرب مصداقيتها وقدرتها على التحرك لمواجهة خطر حقيقي وهو خطر النظام الإيراني”. 
ويرى بين تاليبو، أن التوتر والتصعيد الإيراني رغم أنه غير مسبوق “ولم نرى ما يشبهه منذ زمن طويل، إلا أنه تصعيد مدروس من الإيرانيين يضع الإدارة الأمريكية في حرج يجبرها من باب على الرد، ومن باب آخر فإن الهجمات لا تستهدف الولايات المتحدة مباشرةً، حيث استهدفت ناقلات نفطية أو طائرة مسيرة ما يجعل الرد إذا كان واسعاً مستنكراً في أمريكا ومنافياً لوعود ترامب الانتخابية”.
ويشير بين تاليبو إلى أن الرئيس يملك أولويات عديدة في سياق الاستراتيجية تجاه إيران ومنها استقرار الاقتصاد الأمريكي والحفاظ على المكاسب الاقتصادية، “فارتفاع أسعار النفط بعد استهداف الناقلات لم يكن أمراً محببا بنظر الرئيس ترامب”. 
ويؤكد بين تاليبو، على أن العقوبات المطبقة على إيران تعمل بشكل فعال وكانت السبب في التصعيد الإيراني الأخير، بينما كان خيار الرئيس ترامب وإدارته منذ البداية الضغط بالعقوبات وتجنب الحرب، وأي طارئ سيحدث لمنع الرئيس من الذهاب إلى الحرب لن يكون أمراً يزعج ترامب.