خبير في إسرائيل: الوساطة العُمانية أجّلت الضربة الأمريكية لإيران

الضفة الغربية ـ NPA
ربطت وسائل إعلام إسرائيلية تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اللحظة الأخيرة عن توجيه هجوم عسكري على أهداف إيرانية فجر الجمعة، باتصال هاتفي تلقاه ترامب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يطلب منه عدم تنفيذها.
وبحسب المصادر، فإن الخشية الإسرائيلية تمثلت بإطلاق إيران وابل من الصواريخ اتجاه إسرائيل من جبهات متعددة، كرد فعل على الهجوم إن تم, رداً على إسقاط القوات الإيرانية لطائرة أمريكية مُسيّرة في مياه الخليج قبل نحو يوم.
وبناء على هذا المُعطى لا يُعرف إن كان ترامب قد تراجع وألغى الضربة لاعتبارات مرتبطة بوساطات تجري بعيداً عن الإعلام، أو أنه قد أجلها تكتيكياً؟
الباحث والمختص بالشأن الإسرائيلي نظير مجلي يقول لـ”نورث برس” إنه بالرغم من التباين الحاصل بوجهة نظر الإسرائيليين حيال الضربة الأمريكية المتوقعة، إلا أن الاتجاه العام في إسرائيل يعتبر أن الحماس لتوجيه ضربة لإيران يجب أن يخف ويبرد قليلا، الآن.
ويعلل “المستويات الأمنية وحتى السياسية في إسرائيل رأيها هذا”، عبر طرح تساؤل مفاده “هل المصلحة تكمن في تدهور الحرب لحرب أم لا؟!.. لأن الحرب ستقحَم إسرائيل بها شاءت أم أبت. 
ويوضح الكاتب الصحافي نظير مجلي المقيم في إسرائيل وعلى دراية  معمّقة بسياسة تل ابيب، أنه بالرغم من غرور حكومة نتيناهو وغطرستها في إطلاق مواقفها وتهديداتها اتجاه إيران، إلا أنها حينما شعرت أن “الجدّ قد بدأ”، سارعت إلى نقاش الأمر مع الخبراء العسكريين والاستراتيجيين من منطلق “هل هو مناسب أم لا؟!”. 
ويتابع “ثم بدأوا يُدرجون مسألة الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري في أيلول/ سبتمبر والأمريكية التي ستكون العام القادم، في خضم الحرب المفترضة مع إيران؛ إذ اعتبروا أن هذه الانتخابات ستكون عائقاً للحرب، لأن الأخيرة قد تتسبب بأضرار للقيادتين الأمريكية والإسرائيلية، وتقضي على مكانة كل منهما (ترامب ونتيناهو) في بلديهما، وربما حتى تكون سبباً في فشلهما بالانتخابات”.
وبالمحصلة، يصف مجلي الموقف الأمريكي والإسرائيلي إزاء الضربة اتجاه إيران بـ”الحائر”؛ فالتصعيد قد يقود لحرب، ثم أن عدم الرد على إسقاط الطائرة الأمريكية سيتسبب بضرر آخر كبير يتمثل بالشعور لدى إيران بأنها انتصرت. 
ولأنه لا فراغ بالعمل السياسي، فإن مجلي يؤكد لـ”نورث برس”، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تجدان أملاً في هذه الأثناء بالوساطة العُمانية؛ فيحاولان انتظار كيف تتطور أمور الوساطة: هل ستُنزل الأطراف المتصارعة عن الشجرة، أم ستنتهي بالفشل؟.
وبالتالي يبقى الخيار متأرجح بين التراجع عن الضربة الأمريكية أو تنفيذها والتصعيد في المنطقة واحتمالات الحرب. غير أن مجلي يرى أن واشنطن وتل أبيب تتمنيان أن تنجح الوساطة العُمانية.
مصادر أفادت لـ”نورث برس”، أن الوساطة العمانية تبحث أيضاً تسليم إيران أجزاء الطائرة التي أسقطتها واستولت عليها؛ خشية أن تقوم طهران بمحاكات المجسات والأجهزة التجسسية التي كانت على الطائرة الأمريكية المسيرة وتعتبر الأكثر تطوراً على الإطلاق.
بيدَ أن الباحث في معهد “بيغين-السادات” مردخاي كيدار يقول لـ”نورث برس”: إن ما حصل بمثابة تأجيل وليس إلغاء؛ ذلك أنه يعتقد أن الضربة الأمريكية حتمية لـ”تأديب إيران”؛ لأن إسقاط طائرة تابعة للولايات المتحدة كقوة عظمى لن يُسمح بأن يمر دون رد عقابي.
ويتابع كيدار “عندما تتوجه قوة أمريكية لتوجيه الضربة فجر اليوم، ثم تتوقف باللحظة الأخير..ماذا يعني هذا؟.. يعني أن هناك جدية بتوجيه الضربة. وأرى أن أمريكيا تريد تلقين الإيرانيين درساً حتى لا تتحرش بالطائرات الأمريكية أو السفن التجارية في الخليج مرة أخرى”.
ويبين كيدار أن إدارة الطيران المدني الأمريكي أعلنت حظر التحليق فوق الخليج، وتم إلغاء جميع رحلاتها المتوجه إلى الخليج أو التي تمر عبرها، مشيراً إلى أن هذا دليلاً على أن احتمالية الرد الأمريكي لا تزال قائمة وأن ثمة حراك عسكري يدور في الخليج.